اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 185
اعتبروا تلك التأويلات تعطيلا، مع أنهم يتبنون أمثالها في مواضع كثيرة
من القرآن الكريم والسنة المطهرة.
ولهذا فقد فسروا تلك الآية الكريمة بهذا التفسير التشبيهي التجسيمي
الخطير، فقد رووا عن رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنه قال: (يجمع الله الأولين والآخرين لميقات يوم معلوم أربعين
سنة، شاخصة أبصارهم إلى السماء، ينظرون إلى فصل القضاء، فينزل الله من العرش إلى
الكرسي في ظلل من الغمام)[1]
ورووا عن أبي هريرة قوله: (يحشر الناس حفاة، عراة، مشاة، قياما، أربعين
سنة، شاخصة أبصارهم إلى السماء ينظرون فصل القضاء، وقد ألجمهم العرق من شدة الكرب،
وينزل الله في ظلل من الغمام من العرش إلى الكرسي)[2]
ولم يكتفوا بذلك في تفسير الآية، بل جعلوا الغمام مركبا لله تعالى يأتي
به كل حين، ومن ذلك ما رووه عن عمر بن عبد العزيز قال: (فإذا فرغ الله - عز وجل -
من أهل الجنة والنار؛ أقبل الله - عز وجل - في ظلل من الغمام والملائكة، فسلم على
أهل الجنة في أول درجة فيردون عليه السلام، قال القرظي: وهذا في القرآن ﴿سَلَامٌ
قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ ﴾ [يس: 58]، فيقول: سلوني، قال: ففعل ذلك بهم
في درجهم حتى يستوي في مجلسه، ثم يأتيهم التحف من الله تحمله الملائكة إليهم)[3]
وهكذا لا يفوت السلفيون آية من آيات القرآن الكريم إلا ربطوها بمشهد
تجسيمي أسطوري خرافي.
وقد ساق هذه النصوص وأمثالها الدارمي في كتابه [الرد على الجهمية]، ثم
قال بنبرة