responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 183

 

بالإضافة إلى ذلك، فقد غفل هؤلاء عما أشار إليه قوله تعالى: ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ [يس: 40]، فمن بديهيات العلوم الحديثة أن الحركة الفلكية ثابتة لكل جسم حتى أنهم شبهوا حركة الالكترونات حول نفسها وحول النواة بحركة كل كوكب حول نفسه وحول الشمس، والشمس أيضاً تتحرك حول نفسها وتتحرك مع مجموعتها الشمسية من الكواكب حول مركز مجرة درب التبانة والمجرة في حركة مثلها أيضاً، وكل ذرة في الجسم ماهي إلا صورة مصغرة من هذا الكون[1].

بناء على هذا المعتقد، والذي ينطلقون منه ـ مثلما ذكرنا سابقا ـ من الفهم الحرفي لبعض ما ورد في القرآن الكريم أو السنة المطهرة من تعابير كالإتيان والمجيء ونحوها، فيفسرونها بمعناها الظاهري الذي يلزم منه تشبيه الخالق بالمخلوق.

ولو أنهم فعلوا هذا مع جميع النصوص المقدسة لكان في ذلك بعض العذر لهم.. ولكنهم ـ للأسف ـ ينتقون ما يشاءون تأويله، فيجيزون لأنفسهم ذلك.. وينتقون ما يشاءون حمله على ظاهره، فيعتبرون تأويلا تجهما وتعطيلا.

وكمثال على ذلك أنهم يؤلون قوله تعالى: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ [الأنفال: 17]، بينما يقولون بظاهر قوله تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ﴾ [البقرة: 210]، مع أن الآية الكريمة تحتمل من وجوه التأويل وفق كلام العرب ما تحتمله الآية التي أولها السلفية، وقد ذكر المنزهة الكثير من الوجوه التي تفسر بها الآية الكريمة [2] :

ومنها: هل ينظرون إلا أن تأتيهم آياتُ الله، فجعل مجيء الآيات مجيئاً له على التفخيم لشأن الآيات، كما يقال: جاء الملك إذا جاء جيش عظيم من جهته، والذي يدل على صحة


[1] شهادة الكون لعبد الودود رشيد محمد 31 و43

[2] انظر هذه الوجوه في: تفسير الرازي (5/ 358)

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست