responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 169

أحد الأمرين، ومنهم من يميل بقلبه إلى أحدهما، ولكن ؛ لا يتكلم لا بنفي ولا بإثبات.) [1]

وقال الشيخ ابن عثيمين: ( .. النصوص في إثبات الفعل والمجيء والاستواء والنُّزول إلى السماء الدنيا إن كانت تستلزم الحركة لله ؛ فالحركة له حق ثابت بمقتضى هذه النصوص ولازمها، وإن كنا لا نعقل كيفية هذه الحركة) [2]

والمشكلة الكبرى أن المدرسة السلفية تزعم استمدادها لهذه العقائد التجسيمية الخطيرة من الكتاب والسنة.. مع أنها تخالف القطعيات الصريحة من الكتاب والسنة وتقدم عليها النصوص المتشابهة.. فتحول المحكم متشابها والمتشابه محكما.

ولوصف عقائدهم في هذه الناحية، وأدلتهم عليها، سنتحدث عن مواقفهم التفصيلية من خلال العنصرين التاليين:

الدنو والمماسة:

كما رأينا من خلال القرآن الكريم والسنة المطهرة، فإن القرب والبعد عن الله اعتباريان، وليس حقيقيان، فالله قريب من كل شيء قربا واحدا.. فليس هناك شيء أقرب إليه من شيء.. لأنه لا مسافة بين الله وعباده.. ولا حجاب بينه وبينهم، كما قال ابن عطاء الله في ذلك: (الحقّ ليس بمحجوب عنك إنما المحجوب أنت عن النظر إليه إذ لو حجبه شي‌ء لستره ما حجبه و لو كان له ساتر لكان لوجوده حاصر و كل حاصر لشي‌ء فهو له قاهر ﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ﴾ [الأنعام: 18] )

ولذلك فإن القرب والبعد ـ كما تدل على ذلك النصوص المقدسة ـ مرتبط بالتخلق.. فبقدر التخلق بالخلق الحسن يكون القرب، وبقدر التخلق بالخلق السيء يكون البعد، كما


[1] مجموع الفتاوى (5/577)، وانظر: الاستقامة (1/70-78)

[2] إزالة الستار عن الجواب المختار (ص 32)

اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست