اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 158
الجنة، وهنا لا يدعون لسجود وإنما يدعون الله أشد ما كانت الشدة )[1]
وهكذا نرى ابن القيم يعلم ابن عباس والزمخشري اللغة العربية.. وهكذا أيضا
يتنازل السلفية عن كل مقولاتهم في تعظيم الصحابة.. لأن الصحابة في تصورهم هم
المجسمة، لا المنزهة.. فكل من سار خلاف منهجهم رفضوه، ورفضوا قوله حتى لو كان ذلك
الذي يعتبرونه ترجمان القرآن.
وعلى خطى ابن القيم وغيره من السلف سار السلفية المعاصرة، وقد سئل الشيخ
عبدالعزيز بن باز عن معنى الآية، فقال: ( الرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) فسّرها بأن المراد يوم يجيء الرب يوم القيامة، ويكشف لعباده المؤمنين عن
ساقه وهي العلامة التي بينه تعالى وبين عباده، فإذا كشف عن ساقه، عرفوه وتبعوه،
وإن كانت الحرب يقال لها كشفت عن ساق إذا اشتدت وهذا معنى معروف لغوياً قاله أئمة
اللغة، ولكن في الآية الكريمة يجب أن يفسر بما جاء في الحديث وهو كشف الرب عن ساقه
سبحانه وتعالى)[2]
ولست أدري ما هي العلامة الموجودة على الساق.. وهل هناك من السلفية من
يخبرنا عنها.. أم أنهم يريدون إبقاءها لأنفسهم حتى تكون لهم وحدهم القدرة على
السجود يوم القيامة؟
ويقول محمد الجامي ـ بعد إيراده لحديث
الساق الذي سنذكره مفصلا عند الحديث عن الصورة ـ: (.. فانطلاقاً من هذا الحديث
الصحيح الذي يثبت لله ساقاً نرى أن الآية من آيات الصفات المفسرة بالسنة، لأن
الآية جاءت محتملة المعنى حيث جاء الساق مجرداً عن الإضافة المخصصة، فجاءت السنة
مبينة بأن المراد بالساق هو ساق الرحمن، فَسلُكْ في إثبات الساق مسلك السلف الصالح
وهو إثبات بلا تمثيل ولا تشبيه وتنزيه بلا تعطيل،
[1] الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة (1/ 253)
[2] مجموع فتاوى و تنبيهات ـ ابن باز ـ مكتبة السنة ـ الأولى 1409هـ.
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 158