اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 153
القدم:
وهي من الصفات التي يفرق بها السلفية بين السني والبدعي، ويسمونها صفة
[الرجل] أيضا، ويقصدون بها ما نعرفه من القدم.. لكن الفرق بين قدمنا وقدم الله لا
يمكن تصوره، لأن أقدامنا تحترق بالنار، بينما قدم الله لا تؤثر فيها النار..
وقد أوردوا في ذلك حديثا، يحرصون على
الفهم الظاهري الحرفي له، بل يبدعون المخالف لذلك الفهم، وهو ما رووه عن أنس عن رسول
الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنه قال: (يلقى في النار وتقول: هل
من مزيد؟ حتى يضع رجله فيها، أو قدمه، فتقول: قط قط[1] )[2]
وقد أشار علم من أعلام السلفية المعاصرين، وهو الشيخ أبو أحمد محمد أمان
جامي إلى الصراع الذي حصل بين التنزيهيين والمجسمة في تفسير الحديث، فقال: (هذه
الصفة كالتي قبلها من الصفات الخبرية والفعلية محل صراع حادّ بين السلف والخلف، أما
السلف - فهم كعادتهم- يرون أن المقام ليس مقام اجتهاد أو قياس أو استحسان، وإنما
هو مقام تسليم لله ولرسوله(صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
وأنه لا قول لأحد مع قول الله وقول رسوله المعصوم (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، الذي أمره ربه أن يبلغ ما أنزل إليه. فمما بلغه الرسول عن الله
لأمته بعضُ أوصاف الجنة والنار، وذلك من الأمور الغيبية التي أطلع الله عليها نبيه
(صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ولا سبيل للإنسان العادي أن
يقول فيها قولاً اجتهاداً أو استحساناً.. ففي مثل هذا المقام التوقيفي لا ينبغي
للمرء الناصح لنفسه أن يحاول استخدام قوة عقله أو سلطان فلسفته أو ما ورثه من
مشايخه ليقول في هذا النص النبوي قولاً يخالف قول المعصوم، فيفسر الحديث كما يريد
ويستحسن.. وفي هذه الصفة (القَدَم) قد صح عنه الحديث السابق آنفاً الذي رواه
الإمام مسلم في صحيحه، فما علينا إلا
[1] (قط) فيها ثلاث لغات: سكون الطاء، وكسر الطاء بتنوين، وكسرها بلا
تنوين، وقد ترد (قد) بالدال بدل الطاء ومعناها: حسبي حسبي، وكفاني وامتلأت. شرح
مسلم 17/162..
[2] أخرجه البخاري في التفسير رقم (4848)
وفي التوحيد رقم (6661، 7384)؛ ومسلم في صفة الجنة والنار رقم (2848)
اسم الکتاب : السلفية والوثنية المقدسة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 153