بالإضافة إلى ذلك، فهم لا يعانون فقط ـ بحسب رواياتهم ـ من غضب الله، بل
يعانون أيضا من رضاه، لأن رضاه أيضا يحدث اهتزازا في العرش، فقد رووا عن النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أنه قال: (اهتز العرش لحب لقاء
الله سعدا)[2]
ورووا عن عن امرأة من الأنصار يقال لها أسماء بنت قيس بن السكن قالت: لما
توفي سعد بن معاذ صاحت أمه، فقال لها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم): (لا يرقأ دمعك ويذهب حزنك، فإن ابنك أول من ضحك الله له واهتز
له عرش الرحمن)[3]
بالإضافة إلى ذلك، فهم يروون أن حملة العرش لا يستطيعون رفع أبصارهم من شدة
النور، وقد قال بعض سلفهم في ذلك ـ: (أرجلهم في التخوم، لا يستطيعون أن يرفعوا أبصارهم من
شعاع النور)[4]
ولا يكتفي السلفيون بأمثال هذه الروايات، بل إنهم يؤولون القرآن الكريم
لينسجم مع هذه المعاني التجسيمية، فهم يروون عن ابن عباس قوله في تفسير قوله
تعالى: ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنّ﴾: (ممن
فوقهن من الثقل)، وفي رواية (يعني
من ثقل الرحمن وعظمته- تبارك وتعالى-)[5]
[1] الطبراني في الكبير، حديث 8886، 9/ 200، ونقض الإمام أبي سعيد
عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد فيما افترى على الله عز وجل من التوحيد
(1/ 476)
[2] ابن أبي شيبة في المصنف: (12366)، وابن سعد
في الطبقات: (3/433)، والحاكم في المستدرك: (3/ 206)، وأورده الذهبي في العلو:
ص71.
[3] ابن خزيمة في التوحيد: ص 237، والإمام أحمد
في المسند: (6/ 456)، وفي فضائل الصحابة: (1500)، وابن سعد: (3/ 434)، وابن أبي
شيبة في المصنف: (12368)، والحاكم في المستدرك: (3/306)، والطبراني في الكبير:
(6/14)، وابن أبي عاصم في السنة: (2/246)