اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 61
ثارت ضجة بين الحضور، وقال بعضهم:
كيف تقول ذلك، وقد قال الله تعالى: وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ
مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [الحديد: 4]، وقال: فَأَيْنَمَا
تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [البقرة: 115]؟
قال آخر: نحن مذ ولدنا، ونحن نعلم
الله أعظم من أن يحويه مكان، أو يجري عليه زمان.. وقد حفظنا من صغرنا قول الإمام
علي: (كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان)
قال السامري: ما تقولونه هو عقائد
الجهمية والأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والرافضة الذين ضلوا عن ربهم.. الله بحسب
الآثار فوق السماء السابعة.. ألستم ترفعون أيديكم إلى السماء عند الدعاء؟
قال رجل منا: بلى.. نحن نرفع أيدينا
في الدعاء إلى السماء لأنها مهبط الرحمات و البركات، وليس لأن الله موجود بذاته
فيها.. كما أننا نستقبل الكعبة الشريفة في الصلاة لأن الله أمرنا بذلك، و ليس لأن
الله ساكن فيها.
قال السامري: كل ما تقولونه لا ينهض
أمام الحجج العظيمة التي سأدلي بها إليكم.. وأنتم في الخيار بعد ذلك: بين أن
تؤمنوا بها، فتنجوا.. وبين أن تعرضوا عنها، فتضلوا.
قال رجل من الملأ: تحدث يا سيدنا..
فنحن ما جئنا بك لنسمع لأنفسنا، أو لبعضنا بعضا، جئنا بك لتعلمنا وتعرفنا بربنا.
اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 61