اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 52
الاستماع إلى حوار له مع صديق من
أصدقائه الذين رافقوه في مرحلة الدراسة.. وقد كان صديقه هذا بسيطا متواضعا، لا
يملك من الدنيا شيئا.. ولكنه كان مؤمنا ممتلئا تقوى وصلاحا.. وكان في إمكانه لو
خضع لعملية بسيطة يتحول بموجبها إلى حمار لتخلص من كل ذلك البؤس الذي يعانيه..
لكنه لم يفعل.. ورضي أن يكون إنسانا فقيرا، بدل أن يكون حمارا غنيا.
عند سماحي للحوار الذي دار بينهما
عرفت معنى قوله تعالى: مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا
التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا [الجمعة: 5]، وسأترك لكم
الفرصة لتعرفوا معناها بأنفسكم من دون تدخل مني.
قال له صاحبه، وهو يحاوره في بعض
خطبه وفتاواه حول اليمن ودعوته إلى خرابها: مهلا.. أخي.. فأنت قد من الله عليك بكل
هذه الامتيازات، وقد آتاك الله كل ما كنت تحلم به.. لكن لا يحق لك أن تسخر نعم
الله في سخطه، وأن تتخذ ما آتاك الله من علم ومعرفة مطية لخدمة الطغاة والظلمة.
غضب (..؟)، وقال: من أنت حتى تحدد
الظغاة والظلمة.. إن تحقيق المناط علم من علوم الشريعة الكبرى لا يحق لأحد أن
يتحدث فيه إلا إذا
اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 52