اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 23
لم يكن الداعية من قريتنا البسيطة
المتواضعة، وإنما كان من مدينة من المدن الكبرى، وكان يجالس الأمراء والملوك،
ويأكل أصناف الطيبات معهم، وكان أحب الطعام إليه المضيرة[1].. وما أدراكم ما
المضيرة..
وقد صار له بفضل الهدايا وأخواتها
قصر كقصور الأمراء، وخدم كخدمهم.. وجشع لا يختلف كثيرا عن جشعهم.
وكان الذي دعاه إلى قريتنا نفر من
الناس.. قد يطلق عليهم بالمصطلح القرآني لقب (الملأ).. فقد كانت لهم ثروة وجاه
وعلاقات كبرى ببعض البلاد التي تصدر الذهب الأسود، وتصدر معه فهمها الأسود للدين
والحياة.
وسبب دعوتهم له – كما علمت ذلك من مصادر
موثوقة - أنه ظهر في قريتنا بعض طلبة العلم ممن تحررت عقولهم من قيود التقليد،
فراحوا يحققون في تعاليم الدين ليميزوا الإسلام الأصيل من الإسلام الدخيل،
وليفصلوا بين الخبيث والطيب.. وقد استنتجوا من خلال بحثهم الطويل والمعمق أنه لا
يمكن للإسلام الأصيل أن تقوم قائمته من غير استئصال لمنابع الخبث التي حرفت الدين،
وحولته عن مساره الصحيح.. وقد
[1] هي أن يطبخ اللحم باللبَن البحت الصَّريح الذي قد حَذَى اللسان
حتى يَنضَجَ اللحم وتَخثُرَ المضيرة.. وقد كان معاوية يقدمها للمقربين منه.
اسم الکتاب : دعاة على أبواب جهنم المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 23