اسم الکتاب : لحوم مسمومة رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 146
قال: اسمعني جيدا.. لقد سن سلفنا أصلا في هذا لابد أن تراعيه إن كنت تريد أن
تكون من الفرقة الناجية.. وهو ينص على أنه إذا صار الأمر المباح شعارا لأهل البدع
شرع للمسلم مخالفتهم فيه، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية يؤصل لهذا: (وهذا القول
يقوله سائر الأئمة، فإنه اذا كان في فعل مستحب مفسدة راجحة لم يصر مستحبا، ومن هنا
ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعارا لهم فلا يتميز السنى
من الرافضي، ومصلحة التميز عنهم لأجل هجرانهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا
المستحب)( )
وقد ضرب هو وغيره الأمثلة الكثيرة على ذلك.. ومنها عدم لبس السواد كالعمامة
السوداء مع أنه صح عن النبي لبسها، لكن لكونها صارت شعارا للرافضة يشرع مخالفتهم في لبسها..
ومثل ذلك لبس العمامة الخضراء التي أصبحت شعارا للصوفية، فشرع مخالفتهم في ذلك.
بل إن هذه المخالفة حتى في الأمور التعبدية، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(وإنما كثر الكذب في أحاديث الجهر لأن الشيعة ترى الجهر، وهم أكذب الطوائف، فوضعوا
في ذلك أحاديث لبسوا بها على الناس دينهم، ولهذا يوجد في كلام أئمة السنة من
الكوفيين كسفيان الثوري أنهم يذكرون من السنة المسح على الخفين وترك الجهر
بالبسملة كما يذكرون تقديم أبي بكر وعمر ونحو ذلك لأن هذا كان من شعار الرافضة،
ولهذا ذهب أبو علي بن أبي هريرة أحد الأئمة
اسم الکتاب : لحوم مسمومة رواية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 146