اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 250
ورأى بأم عينيه كيف كانت الدماء تسيل.. وكييف كانت الخيرات تنهب..
وكيف كان الشعب يقتل بعضه بعضا.. وكيف كانت الطائرات ترمي بالقنابل بمختلف
أنواعها.. ولم يحرك كل ذلك فيه ساكنا، فقد كان له من الحدة والشدة ما يحميه من
آثار الانفعالات العاطفية.
قلت: كل ما تذكره من هذا الصحيح.. ولكن مع ذلك فقد حصل النصر أخيرا.
غضب، وقال: أي نصر ينشأ من الفتنة والأحقاد والصراع.. لقد خرب ليبيا
خربه الله.. ولن ينجو أهلها من الفتنة إلا بعد أن يصرخوا بسقوطه كما صرخوا بسقوط
زعيمهم.
قلت: المهم أن قضية ليبيا انتهت.. وهدأ الرجل.
غضب، وقال: وهل يهدأ الشيطان؟.. إن هذا الرجل لن يهدأ إلا في قبره إن
قدر له أن يهدأ فيه.. ألا ترى ما يفعله في سوريا من قتل وتدمير؟
قلت: وما علاقته بسوريا هي الأخرى؟
قال: بعد أن حصل له في ليبيا ما توهمه من نصر.. وبعد أن رأى بأم
عينيه كيف تحولت بادية ليبية الطيبة إلى خراب ودمار راح يبحث عن دور البطل في فيلم
أكشن آخر، فاختار أرضا ممتلئة بالبركات هي سوريا.
هو يعلم أن في سوريا كما في سائر بلاد الشام علماء فحولا لا يقلون
عنه باعا في العلم والاجتهاد.. ويعلم أنهم أدرى ببلدهم وبمصالحهم.. ويعلم أن في
اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 250