responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 120

رسول نجد

في اليوم التاسع من زيارته لي، خرجت مع صاحبي الوهابي إلى قريتنا الهادئة نتجول، ولست أدري كيف قدر الله أن يزورنا في ذلك اليوم رجل يزعم الناس له الولاية والصلاح، ولذلك كانوا بمجرد أن يسمعوا بحضوره يلتفون حوله، ويقدمون له ما تعودوا عليه من قرابين الولاء والمحبة.. وقد كان منها ما يقبله الذوق السليم، ومنها ما لا يقبله.

وقد خشيت على صاحبي أن يحدث له ما رآه من تلك القرابين ردة تعيده إلى السجون التي خرج منها، خاصة وأنه كان في قوم يعتقدون أن أي تعظيم لغير الله شرك أعظم يخرج صاحبه من الملة، ويخلده في جهنم.

لكني لم ألحظ على أسارير وجهه أي تغير، بل على العكس من ذلك، وجدته ينظر إليهم بحنان ومحبه، فسألته متعجبا: كيف لم تغضب لله في هذا الموقف؟

قال: وهل ترى في هذا محلا للغضب؟

قلت: أجل.. ألا تراهم كيف يعظمون غير الله؟

قال: بل أراهم في موقفهم هذا لا يعظمون إلا الله.. ولذلك تراني أحسدهم على هذه الفطرة النقية التي حرمني الوهابيون منها.

قلت: ماذا تقول؟.. أراني أخالفك في هذا.. فأصحابك، وإن أخطأوا في أشياء كثيرة، فقد أحسنوا في هذه.. فلا ينبغي أن يعظم غير الله.

قال: ألم تسأل نفسك لم يحترم هؤلاء هذا الرجل؟

اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست