responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11

البداية

كنت حينها في البيت.. وكانت ليلة من ليالي الشتاء المظلمة.. وكنت على أهبة الاستعداد للقائه.. فقد فارق النوم عيني، فصرت أردد مع امرئ القيس قوله:

ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَهُ   *** عَلَيَّ بِأَنْوَاعِ الهُمُوْمِ لِيَبْتَلِي   
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ   *** وأَرْدَفَ أَعْجَازاً وَنَاءَ بِكَلْكَلِ   
ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِي   *** بِصُبْحٍ، وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَلِ   

عندما دق الباب أسرعت إليه، وفتحته، وكأني معه على ميعاد..

دخل - بجبته القصيرة، ولحيته الطويلة، وقامته الفارعة – وهو يلهث، وقد ألجمه العرق إلجاما، فلم أتبين من كلامه الكثير كلمة واحدة.

أسرعت إلى الكرسي، فقدمته إليه، فجلس، وهو ممتلئ رعبا.

قلت مستفسرا عن سر حاله: ما بك؟.. ما بال الرعب قد احتواك؟.. أأنت خائف من شيء؟

قال: أغلق الباب وأحكم غلقه، فإن هناك من يبحث عني.. ولو ظفر بي لحكم علي بشر الأحكام.. بل إنه سيحكم عليك معي بتهمة إيوائك إياي.

قلت: أنت مجرم إذن.. فار من العدالة!؟

قال: بل طيب مغفل.. فار من المجرمين.

اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست