responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 70

ورقة مع أننا أعطيناه وقتا كافيا لفعل ذلك.

ثم أطلب من صبي من الصبيان أن يحمل الورقة، ويرفعها، ثم أقول: ها أنتم رأيتم بأم أعينكم أن هذا الصبي الصغير أقوى من إله المؤمنين.

وكان المؤمنون عندما يسمعون هذا يتألمون، ولا يجدون ما يقولون، وإن كانوا في قرارة قلوبهم يتمنون لو أن الله حقق المعجزة، ورفع الورقة.. أما غيرهم، فكانوا يضحكون ويصفرون ويرقصون ويتصورون أنني قد وضعت حجرا في أفواه المؤمنين بتلك اللعب التي ألعبها.

لكني في قرارة نفسي لم أكن مقتنعا بما أقول، فالله ليس ملزما أن يستجيب لأمثالي من الساخرين، ولو أنه فعل ذلك لأصبح الكل يطالبه بما يشاء، ولتغير نظام المجتمع، بل نظام الكون لأن هناك من لا يقنع برفع الورقة، فيطالبه بأن يغيب الشمس، أو يحول الليل نهارا والنهار ليلا.. أو يقتل فلانا.. أو يحيي ميتا.. وهكذا يصبح الكل يتدلل على الله، ويطالبه بالمعجزات ليمن عليه بعد ذلك بالإيمان.. وكأن الله مفتقر لخلقه حتى يؤمنوا به.

وعندما أعود إلى بيتي، ويعود إلي الكثير من عقلي أدرك أنني لم أكن أمارس احتجاجات عقلية، بل كنت أمارس مغالطات تهريجية لا علاقة لها بالمنطق، ولا بالعقل.

بل إنني كنت أشعر أنني لم أكن أغالط إلا نفسي، فأين الإلحاد، وأين المنطق؟.. وهل يمكن أن يكون الملحد منطقيا أو عقلانيا؟.. وكيف يكون كذلك، وهو لا يؤمن إلا بالمادة، والمادي لا يمكنه أن يؤمن بقوانين المنطق، لأنه يعتقد بأن كل شيء في الوجود مادة فقط.. وقوانين المنطق ليست مادية.. ولهذا فإن قوانين المنطق لا يمكن أن تتواجد في العالم الإلحادي.. وبالرغم من ذلك، فإن المُلحد يناقض نفسه حين يستخدمها..

إنه في ذلك يشبه الشخص الذي يذكر أنه لا يؤمن بالهواء، وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يعيش من دون هواء.. هكذا هو الملحد بالضبط، هو ينكر السيارة التي يركبها، ويجحد

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست