اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46
الخارجية.
2 ـ تطلع
العقلاء إلى الاستدلال على وجود الله: فلوكان أمرا فطريا لما كان ذلك، والجواب:
أننا لا نسلم أن جميع العقلاء كذلك، بل جمهور العقلاء مطمئنون إلى الإقرار بالله
تعالى، وهم مفطورون على ذلك، ولهذا إذا ذكر لأحدهم اسمه تعالى، وجد نفسه ذاكرة له
مقبلة عليه، كما إذا ذكر له ما هومعروف عنده من المخلوقات.
والمتجاهل الذي
يقول: إنه لا يعرفه، هوعند الناس أعظم تجاهلاً ممن يقول: إنه لا يعرف ما تواتر
خبره من الأنبياء والملوك والمدائن والوقائع، وذلك عندهم أعظم سفسطة من غيره من
أنواع السفسطة، ولهذا من تتبع مقالات الناس المخالفة للحس والعقل وجد المسفسطين
فيها أعظم بكثير من المسفسطين المنكرين للصانع، فعلم أن معرفته في الفطرة أثبت
وأقوى.
والاستدلال على
وجود الله رغم دليل الفطرة من باب تعدد الأدلة،وتعدد الأدلة يزيد في التصديق،
واليقين، والمعرفة، والإقرار والاعتراف بالخالق فطري ضروري في نفوس الناس، وإن كان
بعض الناس قد يحصل له ما يفسد فطرته حتى يحتاج إلى نظر تحصل له به المعرفة.
3 ـ لوكان
التوجه إلى الله أمراً فطرياً لما عبد الناس في مختلف العصور آلهة شتى: والجواب
على ذلك هو أن الإنسان إذا لم يهتد إلى الله تعالى فإنه يُعبِّد نفسه لأي معبود
آخر ليشبع في ذلك نهمته إلى التدين، وذلك كمن استبد به الجوع فإنه إذا لم يجد
الطعام الطيب الذي يناسبه فإنه يتناول كل ما يمكن أكله ولوكان خبيثا ليسد به
جوعته.
4 ـ فساد هذا
الدليل بسبب وجود الملاحدة: والجواب على ذلك هو أن من فسدت فطرته لا يمكن إصلاحها
إلا بالحجج والبراهين العقلية، والتي قد لا تجدي معه أيضا، مثل المريض النفسي الذي
تنتابه الأوهام التي لا يمكن دفعها عنه بالإقناع أوالتفاهم.
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46