اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 453
الإنسان على
الأرض، في حين انّ ما يذكره الشيوعيون ومن يقول بهذه النظرية يرتبط بالأدوار
المتأخرة جداً عن تلك العصور، أي قبل أن توجد ظاهرة الرق والاقطاع والرأسمالية، فإنّ
ما يذكرونه يرجع إلى عصور الأغارقة أو ما جرى في أُوروبا في القرون الوسطى، فتعليل
العقيدة الدينية بهذه الظواهر المتأخّرة عن الحياة البشرية الأُولى جداً، خطأ فضيع،
أو تعمّد مفضوح، إذ ما الّذي يفسر نشوء العقيدة الدينية ووجودها في العهود الأُولى
من حياة الإنسان على الأرض، وقبل وجود هذه الظواهر (أي الرق والاقطاع والرأسمالية)
رابعاً: أنّ
تقسيم الظواهر الاجتماعية إلى بنية تحتية وأُخرى فوقية، وتصوّر أنّ الثقافة والفن
والعلم والدين كلّها من البنية الفوقية التابعة للبنية التحتية (أي الاقتصاد) من
شأنه إبطال كلّ نظرات الماركسيّين في مجال الفلسفة والتاريخ والاقتصاد، وكلّ تحليلاتهم
وآرائهم، فإنّ هذه القاعدة التي اخترعها ماركس تستلزم أن يكون مجموع مناهجها في
المجالات المختلفة نابعة من الحالة الاقتصادية وما كانت عليه وسائل الإنتاج يوم
أطلق ماركس وانجلز نظريتهما، وعلى ذلك فلو تغيّرت وسائل الإنتاج، وتغيّر الوضع
الاقتصادي انتهى دور المناهج الماركسية في المجالات المختلفة، فلابدّ أن تتخذ
مناهج أُخرى تضادد تلك المناهج، تبعاً لمتغيّرات الاقتصاد، وتطوّر وسائل الإنتاج، والعلاقات
الاقتصادية.
وعلى ذلك فنفس
ما يقوله الماركسيون، أي: (الدين أُفيون الشعوب، وأنّه عامل الركود)، هو من نتائج
الأوضاع الاقتصادية الّتي كانت تسود البيئة التي أطلق فيها ماركس كلمته هذه، فحيث
تطوّر الوضع الاقتصادي، وتغيّر إلى وضع آخر تغيّرت النظرية إلى نظرية أُخرى، فربّما
يمكن أن تكون النتيجة هي أنّ الدين محفز للعمل، ومحرك للأُمّة، وعامل من عوامل
المقاومة والتقدّم، وهذا يعني انّ ماركس قضى على جميع أفكاره بنفسه، وخاصة هذه
النظرية حول الدين.
خامساً: أنّ
تعليل هذه الظواهر الاجتماعية على سعتها وتنوّعها وتشعّب أطرافها
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 453