responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 405

الرحمة في نفسه.

فالمعصية بذلك تشبه وضع الإنسان نفسه في مواضع العطب، فإنه في حينها قد يغفل عن جراحه لحرارة ما هو فيه من معصية، فإذا ما انطفأت تلك الحرارة في نفسه عادت الآلام لتشعره بجروحه الكثيرة.

ولذلك فإن المصائب تتوالى بتوالي الكفر، وتنمو بنمو المعصية، قال تعالى:﴿ وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ (الرعد: 31)

ولهذا أخبر تعالى أن المؤمنين المستقرين في طاعة الله لا يرون إلا الرحمة الخالصة، والتي قد يتيه عنها بسبب الغفلة الغافلون، ولهذا قال تعالى آمرا المؤمنين بأن يخاطبوا المنافقين قائلين:﴿ قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ﴾ (التوبة:52)،

ولكن رحمة الله مع ذلك قد تعفو عن بعض الذنوب، فتمحوها، أو تجعل من ذلك البلاء كفارة لها، قال تعالى:﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ (الشورى:30)، وقال تعالى:﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً﴾ (فاطر:45)

والقرآن الكريم يضرب لنا الأمثلة الكثيرة عن آثار المعاصي المتمكنة من النفوس، لينبهنا إلى أن الشر الذي كانت تنطوي عليه تلك النفوس هو السر الواقف وراء ما حاق بها من عذاب، فلهذا كانت تلك العقوبات ـ والتي هي في حقيقتها نوع من التطهير كما سنرى ـ متناسبة مع جرائمهم:

فالله تعالى قال عن أهل سبأ:﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ﴾ (سـبأ:16)

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست