ومثل هذا كثير
في القرآن، وهو مما يدل على أن الله قادر على الظلم ولكن لا يفعله فضلا منه وجودا
وكرما وإحسانا إلى عباده، كما ورد في الحديث عنه (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
فيما يرويه عن ربه تعالى:(يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي)[1]
أي أنه تعالى منع نفسه من ظلم عباده.
2 ـ الجواب المرتبط بحقيقة الشر:
وهي أجوبة كثيرة
نجدها في المؤلفات التي اهتمت بحل هذه المعضلة، ولا يمكن اعتبارها جميعا أجوبة
حقيقية، لأن فيها ما هو حقيقي، ومعتبر، وفيها ما يمكن اعتباره من باب الإلزامات
الجدلية، وليس من باب الحقائق البرهانية القطعية، ومن تلك الأجوبة:
1. مواجهة العقل
الملحد بطبيعته وحقيقته، وهو أنه عقل عبثي لا يعرف غاية للوجود، ولذلك فإنه من
المستغرب أن يطرح مثل هذا السؤال، بل إنه من المستغرب عليه أن يشعر بقيم الخير
والشر، والمعاني المجردة المرتبطة بها.
إضافة إلى ذلك،
فإن هذا العقل يؤمن بالكثير من الفلسفات المادية التي تبرر التفوّق العرقي،
والبقاء للأقوى، وهو بذلك يعتبر مثل هذه السلوكات شريرة سلوكات طبيعية، لا يصح له
اعتبارها شرا مطلقا..
2 ـ محاولة
التنصل من الشر نفسه باعتباره غير موجود، وأن ما نراه منه هو مجرّد وهم، أو تصوّر
ذهني لشيء غير موجود، أو ـ كما عبر برتراند راسل ـ عن ذلك بقوله: (الشر هو