اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 375
وجوده سبحانه.
وهذا ما أشار
إليه [ويليام لان كريغ] في مناظرته مع [سام هريس]، حيث قال: (لاحظوا أن الشر في
الحقيقة يثبت وجود الرب، لأن الرب لو لم يكن موجوداً، فإن القيم والواجبات
الأخلاقية الموضوعية لن تكون موجودة! وإذا وجد الشر، فذلك يقتضي أن القيم
والواجبات الأخلاقية موجودة، وبالتحديد لأن بعض الأشياء شريرة. إذاً فالشر يثبت
وجود الرب فعلياً، لأنه بغير الرب لن يوجد الشر والخير كما هما الآن)[1]
وإذا ثبت لدينا
وجود الخالق المطلق فيجب علينا عبادته بغض النظر عن الأمور الأخرى كمسألة المثوبة
والعقوبة الأخروية، لأن الخالق سبحانه يُعبد لكونه مستحقاً للعبادة، وليس كما يظن
بعض الملاحدة بأنه يُعبد فقط من أجل الدخول إلى الجنة واجتناب النار.
وفي ذلك يتحدث [ويليام
لان كريغ] رداً على قول [سام هريس] بأن هدف الإيمان بالله عند أصحاب الأديان هو
تجنب نار جهنم، حيث يقول: (وبكل أمانة إن هذا يبين ببساطة الفهم القاصر عند سام
هاريس للمسيحية (وللأديان عموماً).. أنت لا تؤمن بوجود الرب لمجرد تجنب دخول
الجحيم، فالإيمان بالله ليس نوعاً من التأمين ضد الحريق. أنت تؤمن بالرب لأن الرب،
بكونه الخير المطلق، هو الخليق بالتعبد والمحبة فهو الخير نفسه، الذي يطلب لذاته
لا لشيء آخر. وهكذا فتحقيق وجود الإنسان سيوجد في العلاقة مع الرب. والله حقيق
بالعبادة بسبب كينونته وقيمته الأخلاقية. ولا يتعلق الأمر بتاتاً باجتناب النار،
ولا بتعزيز رفاهيتك الخاصة)[2]
وحول مهاجمة
الملاحدة للأديان لكونها تؤسس لسلوكيات غير أخلاقية بحسب