اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 36
نهاية له من
الأصفار، أو يمكننا الحصول على الوجود أو الحياة عندما تتراكم ما لا نهاية من
العدوم.
وبناء على ذلك
كله، فإن وجود هذه المخلوقات قد انحصر تحقّقها بكائن حي غني على الإطلاق، إذ يعتبر
نهاية للتسلسل، ومنبعاً للكائنات جميعاً.. وأنه هو العلّة المطلقة.. وما دام كذلك،
فهو ليس بمعلول.. فيستحيل على العلة المطلقة أن تكون معلولة.. ذلك أن وجودها ينبع
من نفسها، وهي غير محتاجة إلى سواها.
بالإضافة إلى
هذا هناك ردود أخرى ذكرناها في كتاب [الهاربون من جحيم الإلحادي] نلخصها فيما لي:
الرد الأول: لو
دخلت إلى مكتبك ووجدت كتابا على الطاولة.. ووجدت في نفس الوقت رجلا جالسا على
كرسي، ثم خرجت ورجعت، فوجدت الكتاب الذي كان على الطاولة داخل الدرج، ووجدت الرجل
جالسا على البساط.. فلا شك أنك ستسأل من نقل الكتاب إلى الدرج.. دون أن تسأل عمن
نقل الرجل إلى البساط.
وسبب ذلك أن
الكتاب ليس له إرادة، ويحتاج إلى من ينقله، ولا يتحرك بذاته، فلذلك كان السؤال
منطقيًا واقعيًا.. بخلاف السؤال عن الرجل، ذلك أن لديه قوة وطاقة واختيارا وارادة
يستطيع بها أن ينتقل بنفسه من غير أن ينقله أحد.
الرد الثاني: أن
في هذا الإعتراض مغالطة كبيرة لمن طرحه، ذلك لأنه يفترض أن الاله مثله.. أي له
مادة مثل مادة الكون، مما يمكن سحب القياس عليها، وهذا غير صحيح.. فالله لا يشبه
مخلوقا في شيء..
ولهذا لا يصح أن
نخضعه لتصوراتنا، لأنه ليس شبيها بشئ نعرفه حتى نقيسه عليه.. فإذا كان فوق
تصوراتنا ومعارفنا، بل فوق قدرات عقولنا مهما تضخمت ملايين المرات، فإن هذا السؤال
يعد مستحيلا فى حقه، بل وغير منطقى أيضا.
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 36