responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 337

ظلمهم وصدقهم بكذبهم، فلن يرد علي الحوض)[1]

وبناء على هذا؛ فإن كل ما حصل في الواقع الديني من مآس تمس بحقوق الإنسان لا علاقة لها بالدين، وهي سلوك بشري مبني على الهوى، ولذلك لا يتحمل الدين الصحيح ذلك، لأنه تبرأ من أصحابها.

بل إن المتدين الحقيقي يجب عليه قبل الملحد أن ينكر ذلك، حتى يبقى دين الله صافيا سليما بعيدا عن تأثيرات متبعيه وأهوائهم.. ولذلك نرى القرآن الكريم يحمل حملة شديدة على هؤلاء، ويرد عليهم، ويعتبرهم أبعد الناس عن الدين، بل يشبههم بالحمير، كما قال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الجمعة: 5]

وشبه عالم الدين الذين يركن إلى هواه، ويفسر الدين بمزاجه بالكلب، قال تعالى: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 175 - 177]

2 ـ موقف الإلحاد من حقوق الإنسان:

من المغالطات الكبرى التي يمارسها الملاحدة في هذا الجانب تصويرهم للمجتمع الملحد بكونه المجتمع الذي يمثل جميع القيم الحضارية التي حال الدين دون تحقيقها، ويستدلون لذلك بما وقع في التاريخ من انحرافات رجال الدين، والتي نقرهم فيها، بل ننكرها مثلما ينكرونها، بل إن المصادر المقدسة للأديان نفسها نبهت إليها وحذرت منها.


[1] رواه أحمد (5/111، رقم 21111) ، وابن حبان من طريق أبى يعلى (1/518، رقم 284)

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 337
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست