اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 303
الخاطئة فى هذا العالم)
ويقول: (الإله فى عرف نيوتن أشبه بصانع الساعة، ولكن صانع هذه الساعة
الكونية – ونعنى بها الكون – لم يلبث أن شد على رباطها إلى
الأبد، فبإمكانه أن يجعلها تعمل حتى الأبد، أما الرجال على هذه الأرض فقد صممهم
الإله كأجزاء من آلته الضخمة هذه ليجروا عليها، وإنه ليبدو أن ليس ثمة داع أو
فائدة من الصلاة إلى الإله صانع هذا الساعة الكونية الضخمة، الذى لا يستطيع إذا ما
أراد التدخل فى شئون عمله)[1]
ويقول: (ولكن ثمة أناس ذهبوا إلى أبعد من ذلك، واعتبروا فكرة الإله فكرة
شريرة، وخاصة إذا ما كان إله الكنيسة الكاثوليكية، وأطلقوا على أنفسهم بكل فخر اسم
الملحدين، وهم يعتقدون أن ليس ثمة وجود لمسيح أو لإله المسيحية، ويقولون إن الكون
ليس إلا مجموعة متحركة ذات نظام معين يمكن فهمه باللجوء إلى السببية المعتمدة على
أساس العلوم الطبيعية)[2]
هكذا سار الاتجاه المادى المادى الملحد بخطوات حثيثة حتى جاء القرن التاسع
عشر، فظهرت الفلسفة الوضعية التى تقول بسيادة الطبيعة على الدين والعقل، واعتبارها
هى الأصل الذى ينبثق عنه كل شئ.. والذى يبعث الأفكار فى العقل البشرى، وكان من أهم
فلاسفتها (أوجست كومت) و(فرباخ)
وقد ظهر بعد هؤلاء، ونتيجة لهم فلاسفة ومفكرون ماديون كثيرون؛ فقد ظهر ماركس
فرعون الإلحاد ليبشر بالجدلية المادية.. والتفسير المادي للكون.. وظهر قبله
(فيشته) و(هيجل) ليؤسسا لأقواله..
لقد جاء هذان بالتفكير الجدلى الذي يبحث عن تصور فلسفى يسمح بوجود