responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 292

المعتقدات التي تتناقض مع العلم، ولذلك كان ذلك الصراع سببا في ظهور الكثير من المدارس الإلحادية التي لم تستطع أن تمزج بين منتجات العلم القطعية، وبين ما في الكتاب المقدس، أو ما تتبناه الكنيسة من معارف وعلوم.

وسبب ذلك لا يعود للدين الإلهي نفسه، ذلك الدين النقي الصافي الذي جاء به المسيح عليه السلام، وإنما يعود لخطأين وقعت فيهما الكنسية:

أولهما: تحريف حقائق الوحي الإلهي وخلطها بكلام البشر، ولهذا نجد الكثير من الأسفار التي كتبها بشر عاديون، ومع ذلك توصف بالكتب المقدسة، وقد فصلنا الحديث عنها في كتاب [الكلمات المقدسة]

وثانيهما: فرض الوصاية على العلماء الذين يخالفونها في تلك المعتقدات التي تؤمن بها، وقد نشأ هذا عن ضيق صدر الكنيسة بما يخالف تعاليمها المختلطة، وإصرارها على التشبث بها، فكان الامتداد الطبيعي للطغيان الديني طغياناً فكرياً عاماً.

الخطأ الأول:

أما الخطأ الأول؛ فهو أنه كما تسربت الوثنيات إلى عقائد المسيحية، وتسربت طقوس الوثنية إلى شعائرها، تسربت الخرافات إلى علومها.. ولم تكتف بقبولها، بل راحت تحتكرها، وتعتبرها عقائد لازمة يحرم من جحدها.

فقد تبنت الكنيسة آراء أرسطو في الفلسفة والطب ونظرية العناصر الأربعة ونظرية بطليموس في أن الأرض مركز الكون.. وما أضاف إلى ذلك كله القديس أوغسطين وكليمان الإسكندري وتوما الاكويني.. واعتبرت هذا المزيج من الآراء البشرية أصولاً من أصول الدين المسيحي وعقائد مقدسة لا يصح أن يتطرق إليها الشك.

وقد كانت هذه العلوم المسيحية تشتمل على معلومات تفصيلية عن الكون.. تذكر بأن الله خلق العالم ابتداء من سنة 4004 ق.م، وتوج ذلك بخلق الإنسان في جنة عدن..

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست