responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 274

 

الإلحاد.. والقيم الحضارية

عندما نستقرئ الأطروحات الكبرى للملاحدة ابتداء من عصر النهضة الأوروبية إلى اليوم نجد الغالب عليها دعوى خطيرة هي كون الإيمان بالله عقبة دون تحقيق القيم الحضارية.. فهم لم يكتفوا بكونه عقبة دون التحرر الإنساني، وإنما أضافوا إليه أيضا كونه عقبة دون التحضر والقيم المرتبطة به.

ولذلك نشأت الماركسية وغيرها من التيارات الإلحادية في ظل تلك التصورات التشويهية للدين، ونشأ معها وقبلها شعار [الدين أفيون الشعوب]، وهو الشعار الذي رفع قبل الثورة الفرنسية، وبقي مستعملا لدى الملاحدة إلى اليوم.

ولهذا، فإن على الداعية المواجه للإلحاد أن يناقش الشبهات المرتبطة بهذا في الجانب، لا بالدفاع عن الدين، ذلك أن المقصود في العادة بالدين هي تلك الأديان المنحرفة التي كانت حقيقة أفيونا للشعوب.

ولذلك فإن الجدل معهم في هذا لا طائل من ورائه، بل قد يكون لهم الحق في كثير منه، وقد قال تعالى مشيرا إلى ذلك الشعار الذي يرفعونه، ومقرا له في بعض معانيه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [التوبة: 34]؛ فهذه الآية الكريمة تشير إلى ما كان يقوم به رجال الدين من استغلال للدين في سبيل تحقيق المصالح الشخصية، وتشويه الدين لأجل ذلك، حتى يصبح مطية لخدمة أغراضهم.

وإنما بناحيتين مهمتين:

أولاهما: بيان عدم علاقة الإيمان بالله بكل ما وقعت فيه الأديان من الانحرافات، وأن الإيمان بالله، كقضية عقلية منفصل تماما عن الأديان.. ولكل منهما منهجه الخاص في

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست