اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 271
بالإضافة إلى
ذلك، فإنه ليس هناك ما ينفيه العقل من شأن البعث والجزاء ، إذ العقل لا ينفي إلا
ما كان من قبيل المستحيل كاجتماع الضدين، أو التقاء النقيضين ، والبعث والجزاء
ليسا من ذلك في شيء .
بالإضافة إلى
ذلك؛ فإن وجود الحياة الدنيا وما فيها من نعيم وشقاء ، شاهد على وجود حياة أخرى في
عالم آخر يوجد فيها من العدل والخير والكمال ، والسعادة والشقاء ما هو أعظم وأفضل
بكثير ، بحيث أن هذه الحياة وما فيها من سعادة وشقاء لا تمثل من تلك الحياة إلا ما
تمثل صورة قصر من القصور الضخمة ، أو حديقة من الحدائق الغناء على قطعة ورق صغيرة[1].
وقد طرح بديع
الزمان النورسي في [رسالة الحشر] الكثير من التساؤلات التي تهدي العاقل لا محالة
إلى الإيمان باليوم الآخر نقتصر منها على ما يلي:
أمن الممكن
لـمَن له شأن الربوبية وسلطنة الالوهية، فأوجد كوناً بديعاً كهذا الكون؛ لغايات
سامية ولمقاصد جليلة، إظهاراً لكماله،ثم لا يكون لديه ثواب للمؤمنين الذين قابلوا
تلك الغايات والمقاصد بالايمان والعبودية، ولا يعاقِب أهل الضلالة الذين قابلوا
تلك المقاصد بالرفض والاستخفاف..؟!
أمن الممكن لربّ
هذا العالم ومالكه الذي أظهر بآثاره كرماً بلا نهاية، ورحمة بلا نهاية، وعزة بلا
نهاية، وغيرة بلا نهاية، ان لا يقدّر مثوبة تليق بكرمه ورحمته للمحسنين، ولا يقرر
عقوبة تناسب عزته وغيرته للمسيئين؟.. فلو أنعم الانسان النظر في سير الحوادث
ابتداءً من أضعف كائن حيّ وأشده عجزاً وانتهاءً بأقوى كائن، لوجد ان كل كائن يأتيه
رزقه رغداً من كل مكان، بل يَمنح سبحانه أضعفَهم وأشدّهم عجزاً ألطف الارزاق
وأحسنها، ويسعف
[1] انظر في ذلك مقالا بعنوان: الأدلة العقلية على إثبات اليوم
الآخر والبعث والحساب والجزاء.
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 271