responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 263

وهكذا عاش الرجل سعيدا، مع أنه أمضى أكثر حياته منفيا مسجونا يدس له السم كل مرة، بل يحرم كل أسباب الحياة، لكن الإيمان جعله يستهين بذلك كله.

2 ـ الإيمان.. وإمكانية المصير الأبدي:

وهذه المعضلة الثانية التي يتألم لها الملاحدة دون أن يستطيعوا التصريح بذلك، ذلك أنه لا يمكن لمن يحترم عقله وعلمه ونفسه أن يجزم بعدم إمكانية شيء اتفقت عليه عقول أكثر الخلق من الفلاسفة والمفكرين ورجال الدين.. بل لا يكاد يوجد شعب من الشعوب إلا وهو يعتقد هذا الاعتقاد.

ولهذا نرى في الحوارات بين المؤمنين والملاحدة هذا الجانب الذي عبر عنه أبو العلاء المعري بقوله:

زعم المنجم والطبيب كلاهما ***   *** لا تبعث الأجساد قلت: إليكما
إن صح قولكما فلست بخاسر ***   *** أو صح قولي فالخسار عليكما

أو ما عبر عنه بعضهم، بقوله: (قال الملحد للمؤمن: ما موقفك اذا مت ولم تجد الله! فرد المؤمن: لن يكون اسوأ من موقفك اذا مت ووجدت النار!)

أو ما عبر عنه مصطفى محمود في حواره مع صديقه الملحد، والذي ذكر أنه قال له ساخرا: (ماذا يكون الحال لو اخطأت حساباتك، وانتهيت بعد عمر طويل إلى موت وتراب ليس بعده شيء؟)، فأجابه مصطفى محمود بقوله: (لن أكون قد خسرت شيئا .. ولكنكم أنتم سوف تخسرون كثيرا لو أصابت حساباتي وصدقت توقعاتي .. وإنها لصادقة.. سوف تكون مفاجئة هائلة يا صاحبي)[1]

أو ما عبر عنه ـ قبل ذلك كله ـ الإمام الصادق ع مع بعض الملاحدة، حيث قال مخاطبا له: (إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء وهو على ما يقولون، يعني المؤمنين، فقد سلموا


[1] حوار مع صديقي الملحد.

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست