اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 235
والأمثلة على
ذلك أكثر من أن نعدها أو نحصيها.. فالوجودية ليست قاصرة على الفلاسفة ولا
المفكرين، بل هي تعم كل إنسان باحث عن ذاته وحقيقته.. فمنهم من يصل إليها، ومنهم
من يقترب منها، ومنهم من يضل عنها، ومنهم من ينحرف بها..
وبناء على هذا
ظهرت الدعوات إلى الإيمان بأي شيء، أو الإيمان لأجل الإيمان، حتى يتخلص الإنسان من
عقدة العبث، واللا غاية، التي تجعل الحياة لا قيمة لها.
ومن أمثلة ذلك
ما طرحه [وليم جيمس] (1842ـ1910)، الفيلسوف البراغماتي المعروف، والذي وضع أربعة
قواعد لفهم الحقيقة هي[1] :
القناعة والرضا:
فمصداقية الفكرة أو القضية عنده تتحدد بمدى تحقيقها للرضا، وهي رهن بما يترتب
عليها من إرضاء لحاجات الإنسان البسيطة والمعقدة.
الفائدة والنفع:
فالفكرة عنده لا تكون ذات فائدة إلا بقدر ما تزودنا به من الشعور بالراحة
والطمأنينة.
التحقق: فمطابقة
القضايا في البحث العلمي عنده تحتاج الى مبدأ التحقق في تعزيز صحة تلك القضايا،
ذلك أن صحتها ـ كما يرى ـ تكمن في النتائج العملية التي تنبثق عنها.
الاختيار:
فالاعتقاد ـ كما يرى ـ يقودنا إلى الأدوات والمناهج المنتجة بالاختيار الذي يأتي
نتيجة للخبرات السابقة للإنسان، ونجاحها يعتمد على ماتقدمه من فوائد كبيرة على
[1] انظر: مقالا مهما حول الموضوع
بعنوان: سيكولوجية الدين عند وليم جيمس، منتهى عبد جاسم، نشره موقع: الحوار
المتمدن، العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1..
وانظر: البراغماتية، والعقل والدين، لوليم جيمس، والعقل الامريكي يفكر، لشوقي
جلال، وقصة الفلسفة الحديثة، لزكي نجيب محمود واحمد امين، ودراسات في الفلسفة
المعاصرة، لزكريا إبراهيم.
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 235