responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 233

الحرية لتخدمني.. فترد أوريست: لربما، إلا أنها انقلبت عليك، ولا نستطيع بعد شيئًا، لا أنت ولا أنا.. منذ أن خلقتني لم أعد ملكًا لك.. إنك حتى هذه الساعة كنتُ حجابًا على عيني وسدادًا من الشمع في أذني، خلقتني لأنفذ خططك.. وفجأة انقضت عليَّ الحرية وأتعبتني، وشعرت بنفسي وحيدًا كل الوحدة. ولم يبقَ شيء في السماء من خير أو شر، وما من أحد يلقي إليَّ أوامره.

***

بناء على هذا كله يحتاج الداعية المواجه للإرهاب إلى استعمال أساليب أخرى غير الأساليب التي شرحناها سابقا، وهي تعتمد أولا على تصحيح تصورات الملاحدة التي يحملونها عن الله، والتي سببها ـ في كثير من الأحيان ـ الأديان المنحرفة، ثم بيان مدى الخسارة التي يخسرونها في حال جحودهم لله، وعدم تسليمهم له، وأولهم نفوسهم التي أرادوا أن يلغوا الله من أجلها.

وبناء على هذا سنذكر في المبحثين التاليين ما يجنيه الملحد من خسائر سواء تعلقت بنفسه التي بين جنبيه، أو بمصيره الأبدي في مقابل ما يجنيه المؤمن من فوائد من ذلك الإيمان سواء لنفسه، أو لمصيره.

أولا ـ الإلحاد .. وخسارة الحقيقة الإنسانية:

وقد عبر عن هذا المعنى آيات قرآنية كثيرة، كقوله تعالى:﴿فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الزمر: 15]، فالآية الكريمة تخبر عن قاعدة كونية كبرى، وهي أن الخاسرين الحقيقين هم من خسروا أنفسهم، وسبب خسارتهم لأنفسهم هو خسارتهم لله؛ فالله هو مصدر وجودهم، ومن خسر الله، فلن يبقى لوجوده أي قيمة.

ولذلك نرى الملاحدة يرون كل شيء مثل السراب، لا أهمية له، ولا غاية، ولا قيمة،

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست