responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 184

من الأعلى إلى الأدنى.. أي أنه [قانون الفساد في الكون]، وهو الحقيقة الكبرى التي ألزمت (أينشتاين) أن يقول بكلّ ثقة: (إنه لا يمكن أن يتمّ إبطاله في يوم ما)[1]

ويمكننا الاستفادة من هذا القانون في الدلالة على وجود بداية للكون، وذلك من خلال التصورات الكبرى التي يؤمن بها الملاحدة حوله ، وهي كونه كيانا مغلقا رغم ضخامته الهائلة.. وكونه كيانا ماديا بحتا.. واعتبار روحه هي طاقته التي يستهلكها وتمنعه من أن يبلغ مرحلة التموّت الحراري..

وبناء على هذا، وبناء على أن الكون يستهلك طاقته على مدى الزمن بما يجعلها تتناقص يومًا بعد يوم، كما يتقلص البنزين من خزّان السيارة كلّما أخذت السيارة منه رصيدًا لحركتها؛ فإن هذا يدل على أنّ لهذا الكون بداية محدّدة بدأ منها استهلاك الطاقة، ولا يستقيم لذلك أن يكون الكون أزليًا؛ لأنه لا ينقص إلا المبدوء، فإنّ الكون الذي تتناقص طاقته من الأزل، تنفد طاقته في الأزل.

وقد عبر الفيزيائي اللاأدري [بول ديفيس] عن هذا المعنى، فقال: (اليوم، نحن نعلم أنه لا يمكن لنجم أن يستمر في الاحتراق إلى الأبد؛ إذ لا بدّ أن ينفد وقوده. وهذا يفيد في توضيح مبدأ عام جدًا: [مفهوم] الكون الأزلي يتعارض مع استمرار وجود العمليات الفيزيائية التي لا رجعة فيها. إذا كان بإمكان النظم الفيزيائية أن تخضع لتغييرات لا رجعة فيها بمعدل محدود، فهي إذن ستنتهي من تلك التغييرات في زمن لانهائي مضى)[2]

ويقول: (ثمّة خيوط لأدلّة عديدة تدعم هذه النظرية المذهلة، وسواء قبلنا كافّة التفاصيل أم لم نقبل، فالفرضيات الأساسية ـ بوجود نوع من خلق ما ـ تبدو قاهرة من وجهة نظر العلم، ويعود الفضل ـمباشرة ـ إلى مجموعة كبيرة من البراهين، تعود إلى أحد أكثر قوانين


[1] Albert Einstein (author), Paul A Schilpp (editor), Autobiographical Notes )A Centennial Edition, Open Court Publishing Company, 1979(, p. 31.

[2] Paul Davies, The Mind of God: The Scientific Basis for a Rational World (New York: Simon & Schuster, 1992), p.46.

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست