responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 179

سنة 1994م دراسة تثبت أنّ كلّ نظريات التمدد، بما في ذلك نظرية (لِند) لا يمكنها أن تتلافى المفردة التي نشأ منها الكون.. وقد انتهيا في دراستهما إلى أنّ (الزمكان المادي المعقول، والمتوسع أبدًا، لا بدّ أن يضمّ مُفردة أولى في تاريخه)[1]، وهو ما أقرّ به (لند) في رده على هذه الدراسة[2].

نماذج التذبذب الفراغي:

خلافا لما تذهب إليه معظم نظريات التضخم ـ والتي ترى أنّنا كلّما عدنا إلى الخلف وراء حاجز بلانك ـ أي الثانية 10-43 من الانفجار العظيم ـ انكمش الكون حتى يصبح مفردة ـ فإن نماذج الفراغ المتذبذب ترى في المقابل أنّ العالم قبل تضخمه لم يكن ككلٍ يتوسّع، وإنما كان فراغًا بدائيًا في حال ثبات أزلي، وكانت تفاعلات الطاقة مستمرة في هذا المجال الفراغي، وهو ما نتج عنه تحوّل الطاقة إلى مادة، وبالتالي نشوء أكوان صغيرة، وبذلك فإنّ لكوننا بداية لا تمثّل البداية المطلقة، وإنّما هي مجرّد تغيّر في الكون الأزلي.

وقد قدّمت هذه النماذج حلًا مغريًا للخروج من إشكالية الكون المخلوق مع الاعتراف بحقيقة ابتداء كوننا وتمدّده، لكنّها لم تتجاوز في تاريخ حياتها العقد الثامن من القرن العشرين، وذلك لأسباب كثيرة منها:

1. وجود إشكالات في آليات توليد المادة.

2. أنّ افتراض أزلية الكون يقضي أن تنشأ من الطاقة أكوان أزليّة لا نهائية العدد، لتندمج بعد ذلك فيما بينها، وهذا ما يخالف حقيقة كوننا صغير السن نسبيًا، فأزلية الطاقة الأولى التي يستحيل معرفة سبب تحوّلها إلى مادة، تقضي أن يكون ما ينشأ منها أزليًا، والحلّ الوحيد للإشكال السابق هو افتراض تضخّم الفراغ الأوّل، وهو ما سيعيدنا إلى افتراض بداية


[1] Arvind Borde and Alexander Vilenkin, “Eternal Inflation and the Initial Singularity,” in Physical Review Letters 72 (1994): 3305..

[2] A. Linde, D. Linde, and A.Mezhlumian, “From the Big Bang Theory to the Theory of a Stationary Universe’” in Physical Review D 49, 1994, 1783-1826.

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست