responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110

بنفسه، وهذا نظير وجود الشيء من العدم الكلي المحض[1].

والبون الشاسع بين المادة والكائنات الحية لا يمكن تغافله؛ إذ المادة لا حياة فيها، ولا نمو ولا حركة ولا تكاثر، والكائن الحي كالإنسان والحيوان يتمتع بالحياة والنمو، والحركة والتكاثر.

أما ادعاؤهم بأن الوقت كفيل بأن يحول المستحيل ممكنًا، فمغالطة كبرى؛ لأن الوقت عامل هدم لا عامل بناء؛ فالكائنات من إنسان وحيوان ونبات وأسماك وطيور وحشرات كلها تهرَمُ وتموت بمرور الوقت، والجمادات من بيوت وقصور وغير ذلك تفسُدُ وتبلى بمرور الوقت، وإذا تركت طعامًا أو لحمًا تجده يفسد بعد مدة معينة، حتى النجوم بمرور الوقت تجدها تفقد وقودها من غاز الهيدروجين الذي يزودها بالطاقة، أضِفْ إلى ذلك أن الشيء الممكن قد يصير مستحيلاً بمرور الوقت.

وهؤلاء الملاحدة الذين يرون أن المادة قد أدت إلى ظهور عناصر متجاوزة لها ـ كالحياة مثلاً ـ هم في نهاية الأمر ينسبون للمادة مقدرات غير مادية، ومن ثم فإنهم يكونون قد خرجوا من مقاصد الفلسفة المادية، خصوصًا وأن فرضياتهم لا تخرج عن كونها تكهنات عنيدة طفولية تضمن لهم الاستمرار في ماديتهم، وتضمن لهم في الوقت ذاته تفسير ما حولهم من تركيب ووعي وغائية[2].

4 ـ تعارض الصدفة وقوانين الاحتمالات:

ذلك أن المصادفة والاحتمال تقوم الآن على أسس رياضية سليمة بغية الوصول إلى حكم صحيح مطلق، وهي تضع أمامنا الحكم الأقرب إلى الصواب مع تقدير احتمال الخطأ


[1] كواشف زيوف للشيخ عبدالرحمن حبنكة الميداني ص 446.

[2] الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان للدكتور عبدالوهاب المسيري ص 27.

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست