responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23

على قيمة الإيمان الجديد رؤية هذه البلدة التي كان الدين سببا في تخلفها.

وقال آخر: هل يمكن أن يعيش بشر على هذه الأرض القاحلة، وفي هذه المساكن التي لا تختلف عن مساكن الحيوانات؟

وقال آخرون كلاما كثيرا يشبه هذا أو يقترب منه..وبعضهم قاله ببذاءة لم أطق سماعها، ويستحيل أن يجرأ لساني على النطق بها، أو قلمي على كتابتها.

***

ما إن وصلنا مركز البلدة حتى وجدنا جمعا كبيرا من الناس، يلبسون ملابس بدوية، وينتظروننا بكل احترام وتقدير، وكأنهم لا يعلمون أن من زارهم قوم لا يعرفون الله، ولا يبالون به.. بل يحاربونه.

لكني عرفت بعد ذلك أنهم كانوا يعلمون ذلك، وموقنون به.. لكن أخلاقهم والقيم التي رُبوا عليها منعتهم أن يسلكوا سلوكا مخالفا لذلك.

وقد أخبرني بهذا بعضهم بهذا، بعد أن قلت له: هل تعرفون عقائد من زاركم حتى تستقبلوه بكل هذه الحفاوة؟

قال: نحن لا تهمنا عقائد الناس، فالله هو الذي يتولاها.. نحن نتعامل معهم وفق قيمنا وأخلاقنا وديننا..

قلت: لكنهم كفرة ملاحدة جاحدون محاربون لله؟

قال: ألم تكن لنا في يوسف عليه السلام.. وكيف تعامل مع أهل السجن، فلم يجدوا إلا أن يعتبروه صديقا؟

قلت: بلى.. ولكن ذلك يوسف.. وأهل السجن قوم سذج بسطاء.

قال: القرآن الكريم ربانا على القيم والأخلاق الرفيعة، ولا يهم من نتعامل معه بتلك الأخلاق هل هم سذج بسطاء أم عباقرة علماء؟

اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست