responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 214

النهاية

بعد أن سمعنا كل هذه الأحاديث حانت التفاتة مني إلى [معلم الإيمان] بين الجموع، بنوره وصفائه وسلامه، فتعجبت أن يكون في ذلك المجلس.. واهتز قلبي شوقا وفرحا برؤيته، وعرفت حينها أن تلبيتي لتلك الدعوة لم تكن عبثا.. بل كان لمعلم الإيمان علاقة بها.

تمنيت في تلك اللحظات أن يتحدث لينير بنور الإيمان تلك المجالس.. فأحاديثه لم تكن كسائر الأحاديث.. فقد كانت مكسوة بنور الإيمان.. وكل كلام يبرز، وعليه كسوة النور الذي منه برز.

فجأة رأيته يشير إلى المسؤول عن الشؤون العلمية بتلك البلدة إشارة لم أفهمها، لكني رأيت المسؤول بعدها يطلب من الحاضرين أن يريهم بعض مرافق البلدة، فابتسم أوجست، وقال: فكرة رائعة.. فهي فرصة لنا أن نرى الحياة البدائية، وكيف يعيش أهلها.. فلعلنا نسجل هذا في سجلاتنا العلمية، كما فعل أستاذنا دارون.

وقال صديقه ورفيقه موريس: أجل .. هي فرصة ليعيد أولئك الذين عادوا إلى الخرافة بعد أن أنقذتهم الطبيعة منهم النظر في نتيجة التفكير الجديد الذي يريدون العودة إليه.

ولا أكتمكم أني أنا أيضا أصابني رعب شديد من أن تهز المرافق البدائية لتلك القرية الإيمان الجديد لأولئك العلماء، فأنا أعلم أن القناعة العقلية قد تهتز بسبب بعض الهزات العاطفية، حتى لو كانت بسيطة.

لكني لم أكن أتصور أبدا أن تلك المرافق لم تكن سببا في تراجع المؤمنين عن إيمانهم، وإنما كانت سببا في تحول أوجست وموريس وغيرهما ممن ظلوا على إلحادهم إلى الإيمان.

اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست