responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 156

كلا فطبيعتنا الانفعالية دليل على حكمة الله وتدبيره، وإلا فكيف تكون حياة الإنسان بغير هذه الانفعالات؟.. وكم يمكن أن يعمر الإنسان على سطح الأرض بغير تلك المشاعر الجميلة ما يتصل بها من انفعالات؟.. ولماذا تنخفض نسبة وفيات الأطفال عندما يزداد حب آبائهم لهم؟

إنني اعتقد بوجود الله، لأنه وهبني التمييز الأخلاقي، فالجنس البشري لديه إحساس فطري بما هو خطأ وما هو صواب.

إان اعتقادي في الله يقوم أيضا على حرية الإرادة وذكائها، فأنا عندما أرغب أو أريد شيئا معينا يتخذ عقلي قرارا به، وإرادتي هي التي تنفذه.. ويختلف الإنسان في جميع هذه الصفات والمزايا عن سائر الكائنات الأرضية الأخرى.

سكت قليلا، ثم قال: إن رجال العلوم يعتمدون على التجربة للبحث عن النتائج العلمية.. أما أنا فمقتنع بوجود الله اعتقاداً يستند إلى أدلة تجريبية، ولكنها تجارب شخصية صرفة، ومع ذلك فهي أقوى لدي من كل دليل، وأشد إقناعا لي من أي برهان رياضي.

***

انتهى العلماء من حديثهم في المحور الثالث، وقد شعرت بروحانية كبيرة تغمر المكان، ولاحظت في وجوه العلماء سرورا كبيرا، وأنوارا كثيرة.. سواء أولئك الذين صرحوا بعودتهم للإيمان، أو أولئك الذين لم تكن لهم الجرأة الكافية للإعلان عن إيمانهم في هذا المجلس.. لكني استطعت أن أكتشف من خلال ملامحهم بصيصا من النور يتسرب رويدا رويدا ليمحو آثار ظلمة الإلحاد عن وجوههم وقلوبهم.

اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست