responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 134

الوزن)، فأجاب لابلاس: (نعم سيدي.. فقدنا ابنتنا صوفيا التي ماتت أثناء الولادة)، فقال الامبراطور ببرودة: (لكن هذا لا يفسر فقدان الوزن، أنت عالم رياضيات، لو وضعت فقدان ابنتك في المعادلة فهذا لا يفسرعلميا النقص في الوزن!)

وهذه الكلمة تعبير جيد عن أن القوانين وحدها يستحيل أن تفسر الكون، فالكون أعقد من ذلك بكثير، الكون ـ صديقي هولباخ ـ ليس فقط قانون الجاذبية أو تلك القوى الأربع، أو غيرها من القوى، أو حتى القوى التي تضم في ذاتها جميع القوى، بل هو أعقد من ذلك بكثير.

إن ما قلته عن الاكتفاء بالقوانين والقوى يشبه ذلك الذي راح يحلل الأصباغ التي تشكلت منها لوحة زيتية بديعة، ثم راح يقول: لقد اكتشفت سر هذه اللوحة، وهي بذلك لا تحتاج إلى رسام.. وكل ما فيها أنها مشكلة من هذه الألوان.. ثم إن كل هذه الألوان تعود إلى لون واحد.. هو اللون الأبيض.. وبالتالي، فإن هذه الصورة ليست سوى تجمع عشوائي نتج عن طريق الصدفة لتتشكل منه هذه اللوحة..

هل يمكنك صديقي هولباخ أن تقبل مثل هذا القول.. هل يمكنك أن تعتبر كل ذلك الجهد العقلي الذي وضعته في كتبك على شكل حروف وكلمات هو مجرد حروف وكلمات تجمعت لتتشكل منها تلك الأفكار؟

ثم تقدم من صديق آخر له، وقال: أنت أستاذنا في الكيمياء، ونحن نقر لك بذلك، ونتتلمذ عليك فيها.. ألم تتأمل يوما في الترتيب الدوري للعناصر مثلما تأمل [ويتاكر تشيمبرز] في أذن ابنته؟

ألا تراه مثيرا للدهشة.. بل إنه مثير للدهشة.. ففائدة هذا التنظيم الدوري للعناصر لا تقتصر على ما يقدمه من عون وتسهيل في دراسة العناصر المعروفة ومركباتها، ولكنه يدفع إلى البحث عن العناصر التي لم يتم استكشافها بعد، والتي ساعد هذا التنظيم على التنبؤ بها،

اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 134
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست