responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 106

التفت للرجل، وقال: أتدري مدى دقة هذا التقدير الزمني؟

قال الرجل: لا..

قال ماكس: لو تأخرت هذه القوانين في التشكل، ولو بأقل مقدار لكانت المواد المتفجرة ستتبعثر نهائيا بدون أن ينجذب بعضها لبعض لتكون المجرات والنجوم والكواكب.. فالقوى النووية القوية والضعيفة الكامنة في الجزيئات الذرية كالبروتونات ـ مثلا ـ تحكمها علاقة دقيقة من التوازن، لو اختلت لما استطاع أي نجم أن يتكون نهائيا.

فلو تغير ثابت الجاذبية الكوني بمقدار وحدة عددية واحدة من ستين جزءا.. لما كانت الحياة ممكنة في الكون.

قال الرجل: ألهذه الدرجة؟

قال: هذا مجرد مثال عن ثابت من الثوابت الكونية.. ولهذا كانت مصدر إحراج للعديد من العلماء الملحدين.. فكريستوفر هيتشنز أحد أذكى المفكرين الملحدين في زمنه قال بصراحة: (إن فرضية التظيم الدقيق للكون هي أقوى حجة كان يواجهني فيها الطرف الآخر المؤمن بوجود إله)

قال الرجل: إن حديثك عن ثابت الجاذبية دفعنا إلى حب التعرف على سائر الثوابت، ومدى دقتها، والعلاقات التي تربط بينها.

قال ماكس: العديد من الثوابت الكونية يعبر عنها بمعادلات فيزيائية دقيقة ومعقدة وقيم رقمية لن تكون مفهومة الا للمتخصصين.. لذلك سأكتفي بذكر تسعة منها لتعرفوا من خلالها مدى الدقة التي ينبني عليها الكون.. ولتعرفوا أنه يستحيل مع هذه الثوابت تصور الصدفة أو العبثية.

قال الرجل: فما أولها؟

قال ماكس: أولها ثابت الجاذبية الكونية الذي ذكرته لكم.. وهو مهم جدا لتكون

اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست