responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 80

المعاني الرقيقة

ما شعرت بتلك المشاعر الإيمانية العميقة التي سرت من عقلي إلى قلبي، حتى رأيت شابا قادما على أريكته العجيبة من روضة أخرى من الرياض المجاورة، ثم ما لبث حتى اقترب مجلسه من مجلسي، ثم نظر إلي، وقال: لقد أرسل لنا معلم الإيمان رسالة يدعونا فيها لاستقبالك في روضتنا.. فهلم بنا إليها.

قلت: شكرا له ولكم.. ولكن كلاما كثيرا لا أزال أحب سماعه من أهل هذا المجلس، فدعني ريثما أنتهي منه، وسأحضر بنفسي.. أو اجلس معنا لتسمعه، فإنك ستسمع كلاما لن تسمع مثله في حياتك.

ابتسم، وقال: لن تخرج من هنا لو ظللت في هذه الروضة، أو في أي روضة.. فكل حديث عن الله جميل..

قلت: فهل في روضتكم أحاديث مثل هذه الأحاديث؟

قال: لو كانت أحاديثنا مثل هذه الأحاديث لكنا هنا، ولم نكن هناك.. ألست تقرأ قوله تعالى: ﴿وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ﴾ [التكوير: 7]

قلت: بلى.. وأفهم منها أن الله تعالى بكرمه يضع كل المتشاكلين في محل واحد، لينسجم بعضهم مع بعض، ويكمل بعضهم بعضا.

قال: ولهذا وضع أصحاب البراهين القاطعة في هذه الروضة.. أما روضتنا فمختلفة تماما عنها.. إنها روضة المعاني الرقيقة.

قلت: كيف ذلك؟.. أليست كل البراهين كلها تعود إلى العقول؟

قال: بلى.. ولكن براهينهم تنطلق من الكون لتصل إلى المكون.. أما براهيننا فتنطلق من المكون لتصل إلى الكون.. ولذلك كانت معانيها رقيقة ودقيقة، فلا يستوعبها إلا

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست