responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 51

قال العالم المؤمن: إن المغالطة في هذا واضحة.. ذلك أن الطاقة كطاقة إنما تظهر إذا وجدت مادة ما تقوم بها، فالطاقة تحتاج إلى ذات، وبدون ذات تكون أشبه بمعدوم، أو بتعبير الفلاسفة القدامى: الطاقة عرض تحتاج إلى جوهر لتظهر فيه.. فإشعاع الشمس عندما يصادف الأرض مثلا تأخذ ذرات الأرض حرارته، وبهذا تصبح ذرات الأرض مشحونة بالطاقة الحرارية، ولكن إذا لم يصادف هذا الشعاع مادة فلن يتحول هو نفسه إلى ذرة مادية.

وبهذا يتضح بما لا شك فيه أن هذا الكون ليس قديما، وأن له بداية، وأنه لا يتصور وجوده لولا أن له خالقا هذا الخالق هو ابتدأ خلقه ووجوده بعد إذ لم يكن.

قام رجل من القوم، وقال: اسمحوا لي ـ أنا تلميذ الفلاسفة القدامى ـ أن أعبر لكم عن هذا بلغة أساتذتي من الفلاسفة.. فقد قسموا ما في الكون إلى نوعين: نوع يقوم بذاته، ونوع لا يقوم بذاته.. فمثلا الجسم يقوم بذاته.. لكن المرض لا يكون بلا جسم.. والذرة تقوم بذاتها.. ولكن الحرارة لا تكون بلا ذات.

وقد سموا ما يقوم بذاته [الجوهر].. وسموا مالا يقوم إلا بالجوهر [عرض].. فالذرة جوهر وحرارتها عرض.. والجسم جوهر والصحة عرض..وبناء على هذا ذكروا أن الجوهر لا ينفك عن الأعراض، فما رأينا جوهرا إلا ويلازمه عرض ما.. وكل عرض حادث.. فالظلام حادث، فمنذ فترة كان قبله نهار.. والنهار حادث، فمنذ فترة كان قبله ليل.. وحرارة الذرات مهما كانت فإن لها بداية.. وإذا كان لا جوهر إلا بعرض فلا جوهر إلا وله بداية، فالكون جواهره وأعراضه كله حادث وليس أزليا.

برهان التطبيق:

بعد أن انتهى الرجل الثاني حديثه، قام آخر، وقال: أظن أن الدور وصل إلي، وسأحدثكم ـ أنا العبد الضعيف ـ عن فضل الله علي بالهداية، وإخراجي من ظلمات الجهل والغواية، وكيف أنقذني ربي من جحيم الملاحدة، وزج بي في روضات جنات المؤمنين..

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست