اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 420
النهاية
لست أدري كيف تلاشت فجأة تلك الرياض
الجميلة الممتلئة بالقداسة، وكيف تلاشى معك أولئك الطاهرون الذين عشت معهم أسعد
لحظات حياتي.. ولست أدري هل أنا الذي فارقتهم، أم هم الذين فارقوني، أم أننا لا
نزال مع بعضنا بعضا، لكن حجب الغفلة هي التي أبعدتني عنهم، وحجب الملكوت هي التي
أبعدتهم عني.
بعد أن نظرت إلى مروج قريتي، وقد عادت
إلى وضعها، وعدت إليها كما كنت فيها.. رحت أتأمل فيها من جديد، وأنظر إليها بحسب
الدروس الإيمانية التي تعلمتها، فرأيت في كل ورقة من أرواقها، وهبّة من نسيمها،
وقطرة من مائها آية من آيات الله العظمى التي لا تقل في عظمتها عن تلك الروضات
التي رأيتها.. ففي كل حرف من حروفها، وبسمة من بسماتها توقيع الله وختمه وآياته..
وهي مصدر جمالها، وأريج عطرها.
عدت بتلك السعادة والسرور العظيمين إلى
بيتي، ورحت إلى قراطيسي وأقلامي لأسجل كل كلمة سمعتها، وحركة رأيتها، لأنشرها كما
طلب مني معلم الإيمان.. وما هي إلا أيام قليلة حتى اكتملت، وسميتها بحسب ما طلب
مني معلمي [الهاربون من جحيم الإلحاد]
ثم أسرعت إلى الناشرين، من عرفت منهم،
ومن لم أعرف، أطلب نشرها على أوسع نطاق لتكون نورا يضاف لتلك الأنوار الطاهرة التي
قامت على مدار التاريخ بمواجهة ظلمات الشياطين وأذنابهم وأتباعهم.. ولتوضيح
الحقيقة التي تحاول كل مشاريع الظلام طمسها، ليخلو الجو لها، ولشياطينها ودجاجلتها
ليمارسوا إفسادهم في الأرض، واستكبارهم فيها، لأنه لا يمكن أن يقوم للشيطان مشروع في
ظل الإيمان بالله.. فهو أساس القيم الرفيعة، ومنبع الفضائل السامية.
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 420