اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40
الأزمنة، مع أنه
لا وجود له من دونها.. وهكذا الخالق.. فمن ضروريات كونه إله كونه خالقا.. ولذلك
ينشأ الخلق عنه كما تنشأ عن الشمس أشعتها من غير ارتباط بزمن.
***
عندما قال لي
هذا بدأت نسبة كبيرة من الإلحاد تتلاشى وتتبخر لأشعر بنوع من الراحة النفسية تجاه
هذه المسألة.. فالله قد صار في ذهني مثل الشمس تماما، والشمس ضرورية لوجود النور..
وكذلك الله ضروري لوجود خلقه.
لكن المسألة..
وبعد التطورات العلمية الكثيرة التي شهدها العالم حينها.. راحت تميل بعقلي إلى
القول بحدوث العالم.. والذي ينفي كل شبهة تتعلق بوجود الله مهما كانت هزيلة
وحقيرة.. وقد حصل لي ذلك اليقين بعد حضوري مجلسا من المجالس العلمية، والتي اجتمع
فيها نخبة العلماء من المتخصصين في مجالات مختلفة.
سأحكيها لكم
طبعا.. ولكن قبل أن أحكيها لكم، سأذكر لكم حديثا جرى لي مع بعض فلاسفة المسلمين من
القائلين بحدوث العالم، فقد التقيت به حينها، وأخبرته عن زميله القائل بقدم
العالم، والعلل التي تعلل بها لذلك.. فقال لي[1]: ما ذكره أخي في الفلسفة من الأسباب الداعية
للقول بقدم العالم لا يمكن قبولها جملة، ولا رفضها جملة.. فليس من العلم ولا من
الفلسفة ولا من الأدب أن نعمم الإنكار والنقد.. ولهذا فأنا أنكر ـ مثلما أنكر ـ أن
يكون سبب حدوث العالم هو فقد المادّة، أو فقد الآلات، لأنّ ذلك يتعارض مع القدرة
الإلهيّة المطلقة، وكون كلّ الموجودات ما سوى الله معلول له.. لكنّ المسألة لا
تتعلق بذلك.
قلت: وبم تتعلق
إذن؟
[1] أشير هنا باختصار لانتقادات الغزالي لقول
الفلاسفة بقدم العالم.
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 40