اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 375
على بعد غير
عادي، وبدون استعمال أي واسطة مادية ظاهرية.. فلماذ تستحيل نفس العملية بين الإله
وعباده؟
***
كانت هذه الحوارات وغيرها دوافع لتقصي الحقيقة من خلال الأديان المختلفة،
والبحث فيها، وفي مدعي النبوة إلى أن اكتشفت الحقيقة التي دلت عليها كل البراهين[1]..
وذلك في مناظرة كبرى جرت بين مجموعة علماء من أديان مختلفة.
حين دخلت قاعة المحاضرات في الجامعة التي أقيمت فيها
المناظرة رأيت مديرها يحمل مكبر الصوت، ويقول: بناء على مبدأ (حرية التعبير) الذي
تبنته جامعتنا الموقرة.. اسمحوا لي أن أقدم لكم اليوم شخصيات من مختلف الأديان..
جئنا بها إلى هذه الجامعة العريقة لتجيبنا على هذا السؤال الخطير: من هو الإنسان
الذي يمكن اعتباره وسيطا بين الخالق والإنسان، بحيث يستطيع الضمير أن يطمئن للسير
خلفه، والاستنان بسنته؟
بعد أن انتهى مدير الجامعة من تقديمه، تقدم الكثير
من رجال الدين، وطرحوا أطروحاتهم المختلفة في هذا الباب، لكن الذي أثر في منها ما
قاله عالم مسلم هو السيد سليمان الندوي[2]، ذلك أنني رأيته يعترف بكل الوسائط
الذين سبق لغيره أن تحدث عنهم، ورأيته يثني عليهم جميعا، وهذا أول ما شدني إليه..
والثاني أن طرحه كان في منتهى العقلانية، وقد تجاوبت معه كل جوارحي..
[1]
ما نذكره هنا من الدليل على نبوة محمد a هو مجرد دليل واحد..
وهو مرتبط بهذا الباب الذي نحن فيه.. أما الأدلة على نبوة محمد a فلا يمكن
حصرها.. وقد خصصنا لذلك سلسلة [حقائق ورقائق]
[2]
أشير به إلى العلامة السيد سليمان الندوي، وكانت جامعة (مدراس) قد أباحت لبعض
أحبار المسيحية من الأمريكيين وغيرهم إلقاء محاضرات في البحوث التي وقفوا حياتهم
عليها.. وقد سبقت محاضراتهم محاضرات السيد سليمان الندوي، والتي ذكرنا ملخصها
بتصرف كبير هنا مختصرين ذلك مما ذكرناه في رسالة [النبي الإنسان]
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 375