اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 369
قال: أرأيت إن
وجدت فاكهة مسمومة بسبب بعض المبيدات التي وضعت عليها.. هل تنظف الفاكهة، أم تبحث
عن فاكهة أخرى غير مسمومة، أم أنك تحرم الفاكهة على نفسك، وتدعو غيرك لتحريمها؟
قلت: لا أشك أني
لا أقوم بالثالث.. بل أقوم بالأول أو الثاني.
قال: فهكذا
الدين.. فوجود أفراد مسمومين فيه لا يلغي الدين، وإنما يدعونا إلى البحث عن الدين
الإلهي الصحيح الذي يمثل القيم الإلهية التي أرادها الله للإنسان، ومن الإنسان.
***
كانت هذه
الكلمات دافعا لي للبحث عن الدين الحق الذي تتوفر فيه كل الخصائص التي تجمع بين
مقتضيات العقل والسلوك.. والحمد لله ما أسرع ما تداركتني هداية الله وعنايته
الخاصة بي.. وما أسرع ما وجدت الهداة الذين من الله علي بصحبتهم، وبأن جعلني فردا
في مجموعتهم.
برهان النبوة:
بعد أن أنهى
الرجل الثاني حديثه، قام آخر، وقال: بعد أن حدثكم صديقي وأخي عن [برهان القيم]،
وكيف خرج به من ظلمات الجهل والغواية إلى نور الإيمان والهداية.. فاسمعوا حديثي عن
برهان من براهين الهداية المبينة، أطلقت عليه اسم [برهان النبوة].. وهو برهان يدل
على الله من كل الوجوه، وبكل المقدمات، وبجميع اللغات..
فالله برحمته لم
يتواصل مع آحاد خلقه برعاية حاجاتهم وإجابة دعواتهم فحسب.. ولم يحفظ عليهم حياتهم
بالقيم التي وفرها لهم فقط.. وإنما أضاف إلى ذلك إرسال وسائط الهداية لهم ليكونوا
نماذج تيسر عليهم تحقيق الكمال، وليبلغوهم الحقائق التي لا يمكن أن يصلوا إليها
بعقولهم المجردة.
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 369