responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 312

حدثا ماضيا، وتستطيع ترتيبها من حيث صلتها بتجارب أخرى ماضية.. بل إن الأدعى الى الدهشة هو قدرتنا على أن نجعل أنفسنا نتذكر الشىء المنسى.

قلت: ولكن الذاكرة تخوننا أحيانا، فلا نستطيع أن نتذكر اسم شخص ما.. ألا يشكل هذا مدخلا لتحويل الذاكرة إلى كيان مادي؟

قال: لا.. لا يمكن ذلك.. فنحن نستطيع فى الغالب أن نحمل أنفسنا على تذكر أي شيء بالتركيز على أمور أخرى مرتبطة بذلك الشيء الذي نسيناه.

سكت قليلا، ثم قال: عجائب العقل لا تتوقف على ذلك.. فهاك الخيال، وهو ملكة حسية داخلية أخرى نستطيع بواسطتها أن نتصور لا الأشياء المدركة بالحواس فحسب، بل الأشياء التى لا تدركها هذه الحواس، كجبل من ذهب، أو فيل بحجم البرغوث.. فالخيال، بخلاف الذاكرة، يستخدم المعلومات الواردة من الحواس الخارجية الخمس بحرية، وبطريقة إبداعية.

***

بعد أن انهارت لبنة أخرى من لبنات أفكاري المادية حول العقل والوعي.. رحت أستنجد بصديق آخر كان أكثر ذكاء من الجميع، فقال لي، وهو يبتسم: أضف إلى ما ذكره زملائي من قدرات العقل العجيبة التي لا يمكن تفسيرها تفسيرا ماديا [الفهم] أو ما نطلق عليه بلغتنا (understanding)

قلت: ما تعني؟

قال: قدرة العقل على معرفة ماهيه الأشياء وعللها.. وهو ما لا يمكن لحواسنا ولا لخيالنا أن يدركه.. بل يحتاج إلى قوة أخرى هي قوة الفهم.. وهي قوة من المستحيل أن نفسرها تفسيرا ماديا.. مع العلم أنها القوة التي تطورت بها العلوم والفنون والفلسفات ولولاها لم تكن حضارة ولا أي شيء آخر.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست