responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 294

الأنواع)، حيث قال ـ تعليقا على مشاهدة صديقه (هرني) للدب الأسود يعوم لساعات في أمريكا الشمالية فاتحا فمه ليصطاد الحشرات مثلما يفعل الحوت ـ : (أنا لا أجد أي صعوبة في تخيل نوع من الدببة وبمزيد من السلوكيات البحرية في حياتها ومزيد من اتساع فمها ومع الانتخاب الطبيعي أن تصبح يوما ما مخلوقا في حجم الحوت الضخم)[1]

***

كان الجميع يستمتع بحديثي، وكنت أتصور أن استمتاعهم كان بسبب دقته العلمية، واكتشفت بعد ذلك أنه كان بسبب استغراقه في الخيال الذي يناسب الحكواتيين أكثر من مناسبته للعلماء والباحثين..

قال لي حينها بعضهم: ما الحاجة لكل هذا.. وما الفائدة التي ترجى منها، فسواء كانت الثدييات البحرية خلقت ابتداء، أو تطورت من غيرها، فإنها تبقى دائما ثدييات بحرية.

قلت له بقوة: أنت لا تعلم ما تقول.. إننا أمام احتمالين لا ثالث لهما.. فإما أن نقول بأن الكائنـات الحية على وجه الأرض جاءت فجـأة.. وهذا يدعم النظرة الإيمان التي تقول بالخلق المباشر.. وإما أن نذكر بأنها تطورت من بعضها البعض، وبذلك لا يجد المؤمنون مبررا لافتراض وجود الخالق.. ولا يوجد بديل ثالث..

***

لكن الحظوظ لم تكن دائما في صالحي.. فقد كنت أحيانا أصطدم ببعض أصحاب العقول الذين لا أتمكن من إقناعهم.. فلذلك أرميهم بعدم فهم هذه النظرية، وأذكر أن عقولهم لم تتطور بعد لفهمها.. فقد صار مقياسي لتواصل التطور في عالم الإنسان هو الموقف من هذه النظرية.


[1] الطبعة الأولى من أصل الأنواع، ص 184.. وقد حذفها بعد ذلك استجابة لطلب أصحابه.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 294
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست