responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 265

الأحياء وهم أكمل شيءٍ خلقاً وأَتمه أَعضاءً، فلذلك افترق الشاهد والغائب فى هذا.

أما إذا فرض أن الأذى تحقق مع سلامة الأعضاءِ،وكان فيه مصلحة ورضى المضروب بذلك وعظمت الأعواض عنه فهو حسن فى العقل لا محالة، لأن العوض يخرج الألم عن كونه ظلماً، لأنه نفع موقوف على مضرة الألم، وباعتبار كونه لطفاً فى الدين يخرج عن كونه عبثاً.

***

بعد أن سمعت هذا منه لم أجد إلا أن أتبعه، وأسمع منه، وأتتلمذ على يديه، ومن العجب أني وجدت كل من لقيتهم سابقا في مدرسته، بما فيهم من بث معضلة الشر في نفسي، بل إنه أصبح من بيننا جميعا أكبر من يواجهها ويدعو إلى مناظرة من يتزعمها.

برهان التوازن:

بعد أن أنهى الرجل الثالث حديثه، قام آخر، وقال: بعد أن حدثكم صديقي وأخي عن [برهان الغائية]، وكيف خرج به من ظلمات الجهل والغواية إلى نور الإيمان والهداية.. فاسمعوا حديثي عن برهان من براهين النظام البديع، أطلقت عليه اسم [برهان التوازن].. وهو برهان يدل على الله من كل الوجوه، وبكل المقدمات، وبجميع اللغات..

فالله تعالى كما وضع للكون قوانينه الثابتة، وسننه المرعية.. وكما قام بتدبيره وتصريفه على أحسن الوجوه.. وكما قام بإعطاء كل شيء خلقه، ثم هدايته إلى غايته التي خلقه من أجلها.. فإنه كذلك خلق كل شيء بميزان دقيق، ومقادير محددة، ودقة عالية، فلا يطغى شيء على شيء، ولا يظلم شيئا.

وقد كان أول ما دعاني إلى التفكير في هذا، والاستدلال به على وجود الله، مع كوني عشت في بيئة بعيدة عن الله، ولا تلقي له بالا، أني وجدت كل شيء خلقه الله في محله المناسب، وبموازين دقيقة مقدرة، لا يمكن اكتشافها ولا فهمها إلا بعد دراسات وتحليلات

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست