responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 248

قلت: والخفافيش؟

قال: لقد ذكرتني بسؤالك عنها بما فعله سكان إحدى الولايات الأمريكية حين اعترضوا قبل أعوام على اتخاذ عشرات الآلاف من الخفافيش ملاذا لها تحت أحد الجسور مطالبين بقتلها أو ترحيلها، ولكنهم سحبوا الشكوى بعد أن شرحت لهم البلدية أن هذه الحيوانات تأكل يومياً ما مجموعه عشرون طناً من الحشرات الطائرة خلال الليل، معظمها من البعوض والهوام.

قلت: والحشرات.. ذلك الهم الأكبر الذي يملؤنا بالضيق والتقزز؟

قال: لقد دلت الدراسات على أن 99 بالمائة من الحشرات مفيدة للإنسان، إما بشكل مباشر كالنحل ودودة القز، أو غير مباشر كالحشرات التي تلتهم الحشرات الضارة.. والحشرات المؤذية كالذباب والبعوض يعتبر وجودها ضروريًا مع ملامستها للإنسان لتمنحه المناعة من الأمراض منذ صغره أكثر الأحيان.

قلت: والفئران.. والفساد الذي تحدثه؟

قال: الفئران أيضا لها دورها الكبير في الحفاظ على التوازن البيئي، والقضاء عليها قد يؤدى إلى خلل فيه، مما يؤدى إلى ظهور الثعابين وخروجها من جحورها على مشارف المدن، وتبدأ في مهاجمة الحيوانات، وقد تدخل إلى المنازل.. وزيادة أعدادها سببه سلوك الإنسان وتصرفاته التي أدت إلى انقراض الأعداء الطبيعيين لها، والتي كانت تتغذى عليها مثل الحدأة والبومة والثعابين.

وهكذا بقي يحدثني عن كل ما كنت أراه مؤذيا، ولا مبرر لوجوده، فيقنعني بأن له دوره خاص، وأن سوء تعاملنا مع البيئة هو الذي يسبب لنا المتاعب.

***

لكن كل هذه المعاني التي نمت في عقلي، راحت تتبخر بسبب حديث سمعته من

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست