responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 239

ولا هو متحرك في نفسه عز وجل)[1]

ولهذا بين لنا الله تعالى ما ينبغي أقواله عند ركوب الفلك، فقال:﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (هود:41) فمجرى السفينة ومرساها من الله تعالى.

وعلمنا أن نقول:﴿ لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾ (الزخرف:13)

فالأنعام مسخرة ـ كما تنص الآية ـ وهي لذلك تسير بأمر الله، وتتحرك بتصريف الله، والعاقل هو الذي يلجأ إلى الآمر لا إلى المأمور.

***

قال رجل من القوم: ألست ترى أنكم معشر المؤمنين تهربون من الواقع بنسبة التدبير إلى الله؟

قال الشيخ: لس ذلك كذلك يا أخي.. فشعورنا بالتدبير الإلهي، لا ينفي مسؤولياتنا وواجباتنا.. ولا يجعلنا نتوقف عن البحث عن عالم الحكمة والأسباب.. نحن نشارككم في كل ذلك.. ولكنا نزيد عليكم بأشياء ممتلئة بالسمو والرفعة.. فنحن نحترم تدبير الله لشؤون خلقه، ونشعر بالأنس حين يمتلئ القلب بنشوة النظر إلى الله وهو يجيب الحاجات المختلفة للكائنات، كما قال تعالى:﴿ يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾ (الرحمن:29).. ثم بعد هذا نتطلع لما في يد الله من فضل.. ونتضرع إليه في تحقيقه فهو صاحب الحكمة والقدرة، ويعمل وفق ما نراه من قوانين، أو ما لا نراه منها.

وفوق ذلك، فإن العالم بتصريف الله للكائنات لا يحزن ما يحصل له منها، أو ما يفوته


[1] إحياء علوم الدين.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست