اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 21
أصلا،
وهو [إبطال مبدأ السببية][1] الذي اتفقت عليه جميع العقول، بل اعتبر من (إحدى بدائه الفكر الأساسية)، ذلك
أنه (لا يحدث شيء بلا علة، أو على الأقل بلا سبب محدد)[2]
بل إن الفطرة تقتضيه، فالطفل الصغير إن تعرض لتأثير مؤثر ما؛ تراه
يطلب ذلك المؤثر ويبحث عنه، فيلتفت ليبحث عمن ضربه خلسة، لكونه مما ارتكز في فطرته،
وفي مبادئ عملياته العقلية الأولى أن لكل فعل فاعلا، ولكل مصنوع صانعا.. بل إنه إن
لم يجد ذلك المؤثر يرتبك، بل لعله يخاف ويهلع، وسبب ذلك الخوف ليس الجن أو
الشياطين.. فالطفل لا يدرك وجود تلك القوى غير المنظورة أصلا في تلك المرحلة
المبكرة من حياته، ولكن سبب ذلك هو الاضطراب النفسي الذي يصيبه نتيجة اختلال
المبادئ التي يفهم بها الوجود.
ولهذا كان البحث في العلل قديما قدم الفكر نفسه، فمنذ العصور
الفلسفية لليونان اهتم أرسطو بدرس العلل، وقسمها إلى علل أربع: المادية، والصورية (الهيولى)،
والفاعلية، والغائية[3].. وقد أثبت بالأدلة العقلية أن الله هو العلة الأولى،
وليس معلولا لشيء آخر.
لكن صاحبنا هذا أثناء دفاعه عن الإلحاد، وحقده على الإيمان
أنكر هذا المبدأ لسبب وحيد، وهو أن جميع المؤمنين من فلاسفة ورجال دين يعتمدون
عليه لإثبات وجود الله.
التفت القاضي إلى ديفيد، وقال: هل حقا ما يقول الرجل؟
قال ديفيد: أجل.. كل ما قاله صحيح.. وأنا فخور بأني وجدت من
عمالي من فهم فلسفتي.. لاشك أن هذا العامل قرأ كتابي الأكبر(بحث في الطبيعة الإنسانية)،
والذي ذكرت
[1] استفدنا المادة العلمية هنا من مقال مهم
بعنوان: الأسس اللا عقلية للإلحاد.. مشكلة مبدأ العالم نموذجاً، لعمرو بسيوني.