responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 198

الجانب، أما كونها أداة تستخدم في مصلحة الدين أو غيره، فلا شأن لي بذلك.

قال الشاب: فكيف نواجه من يخالفنا من المتدينين، وأنت إمامنا تقول هذا؟

لم أجد ما أقول له إلا ما تعودت سماعه من أساتذتي عندما يصيبهم البهت والحرية: أخبروهم أن العلم لم يكتشف ذلك بعد.. وقد يكتشفه في المستقبل.

قال الشاب: فقد يواجهوننا بنفس جوابنا، فيقولون: وما أدراكم لعل العلم سيكشف عن وجود المصمم الحقيقي الذي صمم هذا الكون، وأنه عليم خبير لطيف، وليس طبيعة عمياء صماء بكماء.

***

لم أجد ما أقول له إلا أنني أدركت بعد خروجي من تلك المحاضرة أن الشاب لم يكن ملحدا كما ذكر، وإنما كان مؤمنا، وكان يعرف الطريقة التي يصطاد بها أمثالي.. ومع علمي بذلك إلا أنني لم أتأثر، وإنما فرحت بكوني أجبت بما علي أن أجيب به.

لقد كان لتلك الرحلة أثرها في نفسي، وقد ذهبت لصاحبي الذي ذكرته لكم، وأخبرته عنها، فطلب مني أن أذهب معه لتلك البلاد، وأن نلاقي أولئك الشباب، وبالفعل ذهبت معه إليها، لكن لا بصفتي أستاذي زائرا مخترعا ممتلئا بالزهو والغرور، وإنما رجعت إليها بصفتي تلميذا بسيطا من تلاميذ الإيمان.

وقد بقيت بينهم مع صديقي شهرا كاملا نتحاور، ونتناظر في كل المسائل.. وعلى الرغم من طرحنا لكل ما في جعبتنا من الشبهات إلا أن أولئك الشباب المنورين بنور الإيمان أجابوا عنها أحسن إجابة، وأدق إجابة.

لم نملك بعد ذلك إلا أن ندخل جنة الإيمان، ونفر من جحيم الجحود والكفران.

برهان التكيف:

بعد أن أنهى الرجل الأول حديثه، قام آخر، وقال: بعد أن حدثكم صديقي وأخي عن

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 198
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست