responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 179

الجدل والدجل [العقل البشري][1] الذي لم يكتف بتشيدد الأهرام بمضاعفة القوة الفردية.. ولكنه اكتشف الرافعة والطنبور، والعجلة، والنار، وجعل حيوانات الحمل مستأنسة، وأضاف اليها عجلته، وبذلك أطال في ساقيه، وقوى من ظهره..

ولم يكتف بذلك، بل تغلب على قوة سقوط الماء، وتحكم في البخار والغاز، والكهرباء، وحول العمل اليدوي إلى مجرد السيطرة على الأجهزة الميكانيكية التي هي من مستحدثات عقله..

وهو في انتقاله من مكان إلى مكان فاق الظبي في سرعته.. وحين ركب أجنحة لعربته سبق الطيور في طيرانها.. فهل حدث ذلك كله عن طريق تفاعل في المادة وقع مصادفة؟

أذكر جيدا أني ذهبت بتلك الحيرة إلى صديق لي، كان هو الآخر ملحدا وماديا وطبيعيا لا يؤمن بالغيب، ولا بالإله، لكني عندما ذكرت له ذلك، راح هو الآخر يبدي له استغرابه مما لاحظه في مجال تخصصه، وقد كان متخصصا في علم [وظائف الأعضاء]

قال لي، وهو يحاورني، وقد امتلأ بالدهشة[2]: لست أدري ما أقول لك.. لقد ألفت كتب كثيرة في فيزيولوجيا الهضم.. لكن كل عام يأتي باكتشافات جديدة مدهشة تجعله جديدا دائما.. وتجعلنا نرى هذا الجهاز من أخطر أجهزة الدنيا، وأشدها تعقيدا وغرابة.. فنحن نلقي الطعام الذي نأكله إلى هذا الجهاز، ثم نغفل عنه وننام، بينما يعمل هو بكل الوسائل العاقلة ليحول من ذلك الطعام الغفل إلى مواد ينتفع بها الجسم، ثم يطرح ما لا يحتاجه منها.

انظر إلينا، وكيف نأكل شرائح اللحم والكرنب والحنطة والسمك المقلي.. وندفعها بأي قدر من الماء، ثم نختمها بأي مشروب أو فواكه أو حلويات.. وقد نضيف إليها أدوية


[1] انظر: العلم يدعو للإيمان: كريسى موريسون.

[2] انظر: العلم يدعو للإيمان: كريسى موريسون.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 179
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست